فقلت: قد أتاهما مثل ما أتاك.

ثم ذهبت إلى ابن المنكدر فقال: خذ منها عشرة دنانير لأبيك، وعشرة فاذهب بها إلى أبي حازم.

فقلت له: قد أتاهما مثل ما أتاك.

فكان كل واحد منهم قد سمع مقال صاحبه، وامتثل فعله ورحمهم الله أجمعين، ورحمنا وجميع المسلمين.

64 - ذكر يونس بن عبد الله، في كتاب التسلي له: قال محمد بن نصر، حدثني شقيق البلخي، قال: كنت في بيتي قاعدا فقالت لي أهلي: يا أبا علي، قد ترى ما بهؤلاء الأطفال من الجزع ولا يحل لك أن تحمل عليهم ما لا طاقة لهم به.

قال شقيق: فأسبغت الوضوء، وكان لي صديق لا يزال يقسم علي بالله: إن تكن لي حاجة أن أعلمه بها ولا أكتمها عنه، فخطر ذكره ببالي.

فلما خرجت من المنزل مررت بالمسجد، فذكرت الحديث الذي روي عن أبي جعفر محمد بن علي: «من عرضت له حاجة إلى مخلوق، فليبدأ فيها بالله عز وجل» .

فدخلت المسجد فصليت ركعتين.

فلما قعدت في التشهد أفرغ علي النوم.

فرأيت في منامي أنه قيل لي: «يا شقيق تدل العباد على الله ثم تنساه» .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015