مدخل إلى القضية:

ربما كان المدخل الصحيح لتقييم عمل المُسْتَشْرِقِينَ ودورهم في مجال تراثنا هو الإجابة عن هذه الأسئلة:

- كم كان حجم تراثنا؟ بمعنى: كم كان يُقَدَّرُ عدد الكتب التي تصلنا، لو لم يقدر له أن يلقى ما لقي، من تحريق وتغريق، وسطو وابتزاز، وإهمال وتهاون؟

- ثم كم بقي لنا بعد ذلك كله؟

- ثم كم منه في أيدينا الآن؟

- وكم في أيدي المُسْتَشْرِقِينَ؟

- وماذا صنعنا بما في أيدينا؟

- وماذا صنع المُسْتَشْرِقُونَ بما في أيديهم؟

- وكمن حُقِّقَ ونشر منه؟

- وكم حقَّقنا؟

- وكم حَقَّق المُسْتَشْرِقُونَ؟

أعتقد أنَّ الإجابة الدقيقة المُحَدَّدة عن هذه الأسئلة هي التي تعطي الصورة الصادقة، والحكم الصائب على عمل المُسْتَشْرِقِينَ ما دمنا بصدد تقييمه ووضعه في مكانه، وإعطائه قدره.

ومع أنَّ هذه المسأة في جملتها تبدأ بـ (كم) أي تحتاج إلى إجابة رقمية محدَّدة، فإننا لا نملك إلاَّ إجابة تقريبية عن بعضها، وعن بعضها الآخر لا نملك إجابة أصلاً، وعن بعض ثالث يستحيل أنْ نملك إجابة، فمن يستطيع أنْ يُقَدِّرَ لنا حجم تراثنا كله. لو لم يصبه ما أصابه؟؟ إنَّ ذلك فوق كل حَدْسٍ وأبعد من كمل تخمين.

إنَّ ما ضاع من تراثنا لا يمكن بحال أنْ يخضع لتقدير، فمن يستطيع أنْ يُقَدِّرَ لنا عدد المجلدات التي صنعت الجسر، بل السُدَّ الذي عبرت عليه خيول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015