لود Laud على إنشاء كرسي للعربية في جامعة أكسفورد، وتشجيع الجامعات على توفير الدراسات الشرقية وتعميمها. وقد أسفرت تلك الدراسات عن تحديد تاريخ الجنس البشري وتقويم تراثه، وللعربية فيه قسط واف، تجددت بفضله الصلات الاقتصادية والسياسية بين إنجلترا والشرق الأدني على الرغم من الحرب الأهلية في القرن السابع عشر.

وفي مطلع القرن الثامن عشر، ازدهر الاستشراق متأثراً بعوامل عديدة من أشهرها: إنشاء كرسيين جديدين للعربية في جامعتي أكسفورد وكمبريدج، واسترعاء التوسع الأوربي في الشرق الأقصى، ولا سيما الهند، اهتمام العلماء. وقد عد السير وليم جونز إماماً للدراسات الهندية في أوربا يومذاك، وأقبل الطلاب في إنجلترا وفرنسا والهند على النصوص السنسكريتية ومصادر ثقافتها إقبالا حتم على مديري الجامعات إنشاء قسم خاص بها في العلوم الشرقية امتد أثره في القرن التاسع عشر إلى ألمانيا ثم إلى غيرها من عواصم العالم حتى يومنا هذا. ثم اختتام القرن الثامن عشر بحملة نابليون على مصر، ومن صحبها من العلماء ومعظمهم مستشرق، فاتصل الشرق الأدنى بأوربا في الثقافة والسياسة والاقتصاد اتصالاً وثيقاً لم يعرف من قبل وتبين منه أن العربية أصل كل ثقافة إسلامية في أية لغة من اللغات.

وفي القرن التاسع عشر، استمر ذلك الازدهار، على تطور كبير في الدراسات العربية، بفضل ما نشره علماء حملة نابليون، وتخريج مدرسة دي ساسي الفرنسية جيلا كاملا من المستشرقين الأوربيين، وإنشاء كرسي للعربية في جامعة لندن، وتأسيس الجمعيات الآسيوية وإصدار مجلاتها، وإتاحة الفرصة لمعظم المستشرقين في زيارة الشرق الأوسط فتوافدوا عليه من مختلف الجامعات الأوربية، وتبعهم عدد كبير من الرواد والرحالة والعلماء. في حين لم تكن هذه الفرصة ميسرة لغالبية قدمائهم. ولما عاد الإنجليز إلى إنجلترا تعاونوا على التدريس والترجمة والتحقيق والتصنيف فتوفر لجامعة كمبريدج ثلاثة من مشاهير المستشرقين، هم: بيفان، ونيكولسن، وبراون. وجل ما صنعه المستشرقون كان من جهد أفراد لم ينالوا عليه أجراً أو شكوراً: كهندلي في لندن، ولمسدن في الهند الذي نظم الاستشراق في كلية فورت وليم تنظيماً علمياً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015