وثانيا: أن تظهر دراساتهم بشكل يعطي انطباعاً لدى القارئ عن تعمق أصحابها وعنايتهم بالمنهجية في البحث والأمانة العلمية وخاصة عندما يوجهون هجومهم على نقاط حساسة أو خفية محفوفة بالشبهات والأباطيل حيث يجدون مرتعا خصبا..

كان من رواد هذا الأسلوب في محاربة الإسلام المستشرق المجري -جولد زيهر - الذي بدأ كتابه - مذاهب التفسير الإسلامي - بالتشكيك في أعظم دعامة للإسلام وهي كتاب الله - القرآن - فقال:

"لا يوجد كتاب تشريعي اعترفت به طائفة دينية اعترافاً عقدياً على أنه نص منزل أو موحىً به يقدم نصه في أقدم عصور تداوله مثل هذه الصورة من الاضطرابات وعدم الثبات كما نجد في القرآن"1. ا -هـ.

كما أننا نجد رواداً آخرين لهذه الفترة من تاريخ الدراسات الاستشراقية يحاولون في دراساتهم لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم تشويه بعض جوانب حياته الشريفة كزواجه من أمهات المؤمنين ورحلاته قبل البعثة إلى الشام مع عمه أبي طالب..

ثم نجدهم يحاولون تحطيم الدعائم الرئيسية للسنة النبوية عند دراستهم لها وذلك بالطعن ولو من طرف غير مباشر في رجالاتها العظام من الصحابة والتابعين..

ولنضرب شيئاً من الأمثلة وهي كثيرة لمن يريد الاستقصاء..

لقد ذكر محاضرنا - دود كاون - (مارغوليوث) مثنياً عليه معتبراً إياه من كبار المستشرقين الذين قاموا بخدمات جلى في مجال الدراسات الإسلامية..

يقوم هذا المستشرق -مارغوليوث - في مقدمة كتبها لترجمة رودل للقرآن الكريم:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015