وكان رئيس الإرسالية الصليبية في البحرين في مطلع هذا القرن ونشرت بعض فصوله مجلة العالم الإسلامي الصليبية جاءت فيه هذه العبارة:

"إن الكنيسة المسيحية ارتكبت خطأً كبيراً بتركها المسلمين وشأنهم إذ ظهر لها أن أهمية الإسلام تأتي في الدرجة الثانية بالنسبة لثمانمائة مليون وثني رأت أن تشتغل بهم رأت هذا وهي لم تعرف عظمة الإسلام وحقيقة قوته وسرعة نموه إلا منذ ثلاثين سنة فقط" (1) .

2- لما تنبهت الكنيسة الصليبية لهذه الحقيقة وزالت عن أعينها غشاوة الغرور بدأت تغير أسلوبها وتتبع أسلوبا آخر فيه الكثير من الخبث والفعالية..

ودفعها إلى ذلك أيضا ما رأت من وثبة العالم الإسلامي فجأة على مستعمريه الأوروبيين وبداية عهد الاستقلال والنهضة.. فعقدت ثلاثة مؤتمرات صليبية هامة أولها في القاهرة سنة 1906م وثانيها في أدنبرة سنة 1910 وثالثها في لكنو بالهند سنة 1911م وكان من أهم نتائج هذه المؤتمرات الذي نفذ مباشرة العناية بتوسيع دائرة دراسات رجال الكنيسة للإسلام واللغة العربية وتعميقها وذلك بإنشاء مدارس خاصة بتعليم رجالها العاملين في البلاد الإسلامية تعلم فيها اللغة العربية والعلوم الإسلامية وتاريخ الأوضاع الإسلامية والأمور الاجتماعية التي اقتبسها هؤلاء من بلاد الإسلام وتنشأ مكتبة ضخمة في كل مدرسة تحوي أمهات الكتب العربية وغير العربية المتعلقة بالإسلام..

وفي بريطانيا بالذات وبعد هذه المؤتمرات بخمس سنين أنشئ معهد الدراسات الشرقية في جامعة لندن بعد أن شكلت لجنة بأمر من الحكومة البريطانية لدراسة حاجة بريطانيا لهذا النوع من الدراسات كما أشار إلى ذلك المستشرق داود كاون.. وربما قيل وما علاقة هذا بذاك فإن الحكومة البريطانية أو جامعة لندن أو غيرهما من الحكومات والجامعات الأوروبية ليس من الضروري أن تكون متضامنة مع الكنيسة في خططها لأنها جهات علمانية، ولكن الحقائق تقول إن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015