الحديث عن قوله: "ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر"

122 - سأَلَني سائلٌ عن قولِ رسولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ما أظلّتِ الخضراءُ وَلَا أَقَلَّتِ الغَبْرَاءُ أصْدَقَ لَهْجَةً من أَبِي ذَرٍّ" (?) وقال: هل يَجوز أن يكون أَصْدَقَ من الأنبياءِ ومِنْ أَبِي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ؟ .

• والذي عندي أنّ هذا الكلامَ لا يُوجِبُ ما ذهبتَ إليه من تقديمِهِ في الصِّدْقِ على الأنبياء، وعلى أَبِي بكرٍ وعثمانَ وعليٍّ وأشباهِهِمْ؛ لأنّه قَالَ: لم تُقِلَّ الغبراءُ أَصْدَقَ منه فهو ثناء في هذه الفضيلةِ. وأبو بكرٍ وعمرُ وأمثالُهُ مِثْلُهُ، وفي دَرَجَتِهِ وهو مِثْلُ قولِكَ: ليس في العالم أشجعُ من فلانٍ، وفيه من الشجعانِ من هو في درجتِه، وإنَّما كان يجب ما ذهبت إليه لو قَالَ: أَبُو ذر أصْدَقُ من أَظَلَّتِ الخضراءُ أو أَقَلَّتِ الغبراءُ. وأمّا قولُهُ: ما على الأرض أصدقُ منه فإنّه نفى أن يكونَ على الأرضِ مِثْلُهُ فَوْقَهُ في الصّدْق، ولم ينفِ أن يكونَ عليها مِثْلُهُ، فتدبَّرْ هذا، وتَفَهَّمْهُ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015