وسود و (فِي الْجَاهِلِيَّة) (?) خبر كَانَ إنْ قُدِّرت نَاقِصَة، أَو مُتَعَلق بهَا إنْ قُدِّرت تَامَّة بِمَعْنى وجد. وَقَوله: (فَهَلُمَّ جَرّا) مُتَعَلق بِالْمَعْنَى (?) بقوله (فِي الْجَاهِلِيَّة) إنْ كَانَ سؤدد وَائِل (?) فِي الْجَاهِلِيَّة فَمَا بعْدهَا. وإذْ (?) قد أَتَيْنَا على كَلَام النَّاس وَشَرحه وَبَيَان مَا فِيهِ من نقل فلنذكر مَا ظهر لنا فِي تَوْجِيه هَذَا الْكَلَام بِتَقْدِير كَونه عربيّاً فَنَقُول: (هَلُمَّ) هَذِه هِيَ القاصرة الَّتِي بِمَعْنى: أمت وتعال إلاّ أنّ فِيهَا تجوزين: الأول: أنّه لَيْسَ المُرَاد بالإتيان هُنَا الْمَجِيء الْحسي بل الِاسْتِمْرَار على الشَّيْء والمداومة عَلَيْهِ، كَمَا تَقول: امشِ على هَذَا الْأَمر، وسِرْ على هَذَا المنوال (?) . وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: (وانطَلَقَ الملأُ مِنْهُم أنِ امشُوا واصبروا على آلِهَتكُم) (?) . المُرَاد بالانطلاق لَيْسَ الذّهاب الْحسي بل انطلاق الْأَلْسِنَة بالْكلَام. وَلِهَذَا أعربوا (أنْ) تفسيرية (?) ، وَهِي إنّما تَأتي بعد جملَة فِيهَا معنى القَوْل دون (?) خُرُوجه، كَقَوْلِه تَعَالَى: (فأوْحَيْنا إِلَيْهِ أنِ اصْنَعِ الفُلْكَ) (?) وَالْمرَاد بِالْمَشْيِ لَيْسَ الْمَشْي بالأقدام بل الِاسْتِمْرَار والدوام، أَي: دوموا على عبَادَة أصنامكم واحبسوا أَنفسكُم على ذَلِك. الثَّانِي: أنّه لَيْسَ المُرَاد الطّلب حَقِيقَة، وإنّما المُرَاد الْخَبَر، وعبرّ عَنهُ بِصِيغَة (?) الطّلب كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: (ولنحمل خطاياكم) (?) ، (فليمدد لَهُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015