/79 أمخصوص، وقال بَعْدُ "ثم جعل منها زوجها، وهو تعالى لم يخلقنا قبل أن يخلق الزوج من النفْسِ، إنما خلق النفس ثم خلق الزوج منها، ثم خلقنا؟

فإن ذلك حسن كما حسن أن يقول - السعة لرهْطِ ابنِ جُرْمُوزٍ -: قتلْتُمُ الزبيرَ.

وإن كانوا هم لم يقتلوه وإنما قتله أولوهم، وعلى هذا قوله تعالى: (فلم تقتلون أنبياء الله)، وإنما القتلة أولوهم.

فكذلك لما خلق آدم وهو أولنا قبلُ ثم خلق منه الزوج جاز أن يقال "خلقَكُمْ"، وحق ذلك أنه لما قال: خلقكُمْ مِنْ نفْسٍ واحدةٍ فكأنه قال: خلق نفسا واحدة؛ لأن في الكلام دلالة على ذلك، فجاز لذلك أن يقول: (ثم جعل منها زوجها)، كأنه عطف على المعنى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015