لا [يبنى] عليه [أنَّ] فمن قال: أما في الدار فأنك خارجٌ يريد في الدار خروجك فإنه لا يقول: "أما بعدُ فأن الله": قال كما يريد "بعدُ أن الله" قال: كما أراد في الأول في الدار خروجك وإنما كان كذلك؛ لأن "بعدُ" في حال الإضافة قد كان يوصف به النكرة، فلما حذف منه ما أضيف إليه لم يوصف به كما لم يوصف بـ "كلٍّ" لما حذف المضاف إليه منه؛ لأن الصفة لا يليق بها الحذف. ألا ترى أنها لا تخلو من أحد أمرين:

إما أن تكون للتخصيص والتخليص، أو للثناء والتقريظ، وكلا الموضعين موضع إطناب وبسط، وليس بموضع اختصار ولا حذف.

فلما كان كذلك لم يوصف بها كما وصف بها وهي مضافة، ولما لم يوصف بها لم يرفع بها أيضاً، لأنها إنما رفع بها من حيث وصف بها. ألا ترى أنه وصف بها لمشابهتها الفعل، ومن أجل ذلك رفع بها أيضاً، ولم أعلمها جاءت محذوفاً منها في صلة /74 ب لأن الصلة مثل الصفة.

ويجوز أن يكون لم يرفع بها، لأنها لما حُذفت أشبهت الأصوات نحو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015