[قال أبو علي -أيده الله-]: كأنه حمله على هذا ولم يجعل "كتب" متقدمًا مغنيًا عن الجواب؛ لأن "كتب عليكم" واجب قد ثبت، وإذا كان كذلك لم يحسن أن يوقع في جواب الجزاء الواجب، إنما يقع فيه ما يقع بوقوع الأول.

ألا ترى أنه يقبح "ضربتك إن جئتني"، ولا يقبح "أضربك إن جئتني ... " فلما كان "كتب" واجبًا قبح أن يستغنى به عن الجواب؛ لأنه يلزم: "إن ترك خيرًا كتب" والكتاب قد وقع ووجب، فلما كان كذلك جعل الجواب الجملة التي هي من ابتداء وخبر، وكانت الجملة التي هي شرط وجزاء تفسيرًا لـ "كتب عليكم" كما أن: "لهم مغفرة" تفسير للوعد.

فإن قلت: فقد جاء في بعض القراءات "وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي" وهو محمول على "أحللنا" كأنه "أحللنا لك امرأة مؤمنة إن وهبت".

قيل: الذي يكثر بأن لا ينصب "امرأة مؤمنةً" بـ "أحللنا" ولكن بمضمر: هو "يحل" ودل عليه ذكر "أحللنا" لما ذكرناه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015