إن الدين والقرآن قد وضعا المرأة في منزلة سفلى، وفي مستوى أدنى، فهي أقل ذكاء، وحقها في الإرث أقل من حق الرجل، ووظيفتها الوحيدة هي إنجاب الأولاد.

ولقد أقدمت على هذا الإصلاح منذ بداية الاستقلال، ويرجع تاريخ القانون الذي يغير حالة المرأة، والزواج، والذي يحرم تعدد الزوجات إلى يوم "13 أوت 1956" أي أربعة أشهر بعد الاستقلال، واعتمدت في هذا على السمعة التي تم الحصول عليها أثناء الكفاح ضد السيطرة الأجنبية، وأردت أن أعمل كل هذا من بين الأعمال التي شرعنا في تحقيقها آنذاك، وليس من السهل القيام بشيء يخالف ويتعارض مع القرآن، وإني متيقن بأن عددا كبيرا من البلاد الإسلامية متفقة معنا، غير أنها لا تجرؤ على الإعلان بذلك.

وهناك إصلاح آخر لم تقس أبعاده كما ينبغي، وهو إغلاق جامعة الزيتونة، تلك الجامعة التي تكون أناسا هم من القرون الوسطى، ويوجد نفس الوضع في المغرب وفي مصر، يجب قبل كل شيء الذهاب إلى المدرسة، ومن شاء التخصص في علم التوحيد - الدين - فله ذلك بعد أن يحصل على شهادة البكالوريا كجميع الناس - وهذا شيء مشترك - لا بواسطة تعليم ديركليني (مكان في فرنسا) وفي عهد أبلارد (عالم ديني عاش في فرنسا من (1079 إلى 1142) وهذا في القرن العشرين). انتهى ما به الحاجة من هذا التصريح.

والذي يتأمل في هذا التصريح البورقيبي الخطير يدرك ما يرمي إليه صاحبه، فقد أظهر بصراحة تامة لا تقبل التأويل ما هي قيمة الشريعة الإسلامية في نظره، وما هي منزلة القرآن في قلبه.؟؟

لا أقول أنه لا يفهم ما يقول في الجملة - ولعله يضحك علي أنا ويقول لي أنك لم تفهم مرادي، كعادته مع كل من لم يتبعه على ضلاله - فالرجل الذي يقول: أن الدين، والقرآن قد وضعا المرأة في منزلة سفلى وفي أدنى مستوى (وهو خلاف ما في الدين والقرآن) هو متعمد ما قاله، - وحاش الدين والقرآن من ذلك - إنما الأمر مقصود منه لاعتبارات شتى، فهو يرى أن دراسته للحقوق - أو للعقوق - رفعته إلى مكان أرفع من مكان الشرائع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015