الفصل الأول: المال في نظر (مزدك) واشتراكيته.

الفصل الأول:

المال في نظر (مزدك) واشتراكيته.

إن العنصر الثاني في اشتراكية مزدك هو المال، المال الذي جعلته اشتراكيته أحد هدفيها، فالهدف الأول والغرض المقصود هو النساء، والهدف والغرض الثاني هو المال، والمال به قوام الأعمال، والمال هو المادة المهمة والمعتبرة في حياة الأفراد والشعوب والحكومات، وبه تقوى الأمم أو تستعبد، فلننظر إلى المال بالنظرة المزدكية، ثم ننظر إليه بالنظرة الإسلامية التي يجب علينا - كمسلمين - ألا نتخطاها إلى غيرها.

تقدم ما نقلناه عن المؤرخ الطبري أن مزدك قال: (أن الله إنما جعل الأرزاق في الأرض ليقسمها العباد فيما بينهم بالتآسي، لكن الناس تظالموا فيها، وزعموا - يعني مزدك وأصحابه - أنهم يأخذون للفقراء من الأغنياء، ويردون من المكثرين على المقلين، وأنه من كان عنده فضل من الأموال، والنساء، والأمتعة، فليس هو بأولى به من غيره) فقوله هذا هو نفس إشتراكية اليوم، وإن اختلفت الأسماء، فمدلولهما واحد، ونتيجتهما واحدة.

هذا نظر مزدك إلى المال، وهو نظر فاسد بناه على أساس فاسد من أصله، وفساده ظاهر جلي حيث أنه يبعث في الأمة التواكل والكسل والطمع فقد شاهدنا - عيانا لا خفاء فيه - قلة الإنتاج والإهمال المتعمد ممن جعلوهم مستفيدين من الأراضي والنخيل التي انتزعت من أربابها وأعطيت لهم، زيادة عما فيه من أخذ أموال الناس بالباطل، وهو ظلم فادح وشر عظيم، وتعطيل للمواهب الإنسانية التي أودعها الله الخالق وركبها في الإنسان، والإنسان - ابن سعيه - كما يقولون.

فليكن نظرنا إلى المال نظر المسلم المؤمن بشريعته الإسلامية المبنية على الحب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015