معاوية: لقد لمَّظكم ابن أبي طالب الجرأة على السلطان. فبطيئاً ما تُعَظمون ثم قال: اكتبوا لها برد مالها والعدل عليها، قالت: ألي خاصة، أم لقومي عامة؟ قال ما أنت وقومك؟ قالت هي والله إذن الفحشاء إذن الفحشاء واللؤم! إن لم يكن عدلا شاملا وإلا والله فأنا كسائر قومي. قال: اكتبوا لها ولقومها.

أم الخير بنت الحريش البارقية

كتب معاوية إلى واليه بالكوفة: أن أوفد علي أم الخير بنت الحريش بن سُراقة البارقية، رحلة محمودة الصحبة، غير مذمومة العاقبة، واعلم أني مجازيك بقولها فيك بالخير خيراً، وبالشر شرا. فلما ورد عليه الكتاب ركب إليها فأقرأها إياه، فقالت أما أنا فغير زائغة عن طاعة، ولا معتلة بكذب، ولقد كنت أحب لقاء أمير المؤمنين لأمور تختلج في صدري، وتجري مجرى النفس يغلي بها غلي المرجل بحب البُلْسُنِ يوقد بجذل السمر. فلما حملها وأراد مفارقتها قال: يا أم الخير إن معاوية قد ضمن لي عليه أن يقبل بقولك فيَّ. بالخير خيراً، وبالشر شرا، فانظري كيف تكونين؟ قالت: يا هذا لا يُطمعك والله برَّك بي في تزويقي الباطل، ولا تؤيسك معرفتك إياي أن أقول فيك غير الحق، فسارت خير مسير. فلما قدمت معاوية أنزلها مع الحرم ثلاثاً، ثم أذن لها في اليوم الرابع وجمع لها الناس، فدخلت عليه، فقالت: السلام عليك يا أمير المؤمنين.

فقال وعليك السلام. وبالرغم والله منك دعوتني بهذا الاسم! فقالت مه يا هذا! فإن بديهة السلطان مُدْحِضَة لما يجب علمه. فقال صدقت يا خالة، وكيف رأيت مسيرك، قالت لم أزل في عافية وسلامة حتى أوفِدت إلى مُلك جَزل وعطاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015