وشبيه ذلك ما حدث الراغب لأن أسد يا قبيح الوجه خطب امرأة قبيحة فقيل لها: إنه قبيح وقد تعمم لك. فقالت: إن كان قد تعمم لنا فأنا قد تبرقعنا له.

وبين أيدينا أمثال سائرة أرسله العرب تنبئنا أن كشف القناع أغلب حالات فتيات العرب وأمثلها بهن.

فمن ذلك قولهم: تَرَكَ الخِدَاعَ منْ كَشَفَ الْقِنَاعَ، يريدون أن الفتاة لا تستر وجهها إلا لشر تُؤْثر أن تستره.

وقولهم من لا يستر عيبه: كذاتِ الشيبِ ليس لها خَمِارُ فهم لا يرون الخِمارَ لزاما إلا لذات الشيب فإن خليقاً بها أن تواريه.

وقولهم: إن العَوَان لا تَعلَّمُ الْخِمْرَةَ. فأما العوان فالنَّصفُ التي ناهزت الأربعين. وأما الخِمرة فهيئة الالتفاع بالخمار. ومعنى ذلك لان العوان جاوزت السن التي كانت تعاني فيها التقنع فلا تحسنه.

مما جرى مجرى الأمثال ما روى ابن منظور أن امرأة قالت لبعلها: مُر بي على بني نَظَرَي ولا تمر بي على بنات نَقَرى. أي مرَّ بي على الرجال الذين ينظرون

إلىّ ولا تمرّ بي على النساء اللواتي يعبنني ويُنَقّرْن في عرضي.

وشبيه في ذلك ما روى صاحب التهذيب من أمثال العرب أن أعرابية قالت لصاحبة لها: مُرّي بي على النَظَرَى ولا تمري بي على النَّقَرَى.

لكل ذلك لا نتحرج أن نقول إن طرح النقاب كان أغلب حالات نساء العرب. حتى لقد غلا الرازي والطبري فأطلقا الأمر على سنة وجهة فقالا: إن نساء العرب كن يخرجن مكشوفات مُتَبَذَّلات سواءٌ في ذلك حرائرهن أو إماؤهن فأمرن - أي في الإسلام - بلبس الأردية والملاحف وستر الرؤوس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015