المراه (صفحة 91)

وبعد الوظائف التي ذكرناها تأتي مرتبة الآغا وهي درجة سامية، إذ هو الذي يقود وحدات الفرسان التي تتكون في معظمها من العرب أو القبائل. وعليه يتحتم على الآغا أن يتكلم العربية ليتمكن من إعطاء الأوامر وتسيير جيوشه.

وبعد الآغا يأتي خوجة الخيل الذي يشرف على الأملاك الوطنية، وتدخل في اختصاصاته، أيضا، إدارة الحارات (?) والتصرف في الجمال المخصصة لنقل الجيوش والعتاد الحربي. وهو الذي يأمر بتوزيع هذه الخيول والجمال على مختلف قبائل الإيالة التي تتولى الاعتناء بها والمحافطة عليها، وذلك بعد أن تدمغ بخاتم الدولة. وإذا وقع حادث يؤتي بقطعة الجلد التي تحمل العلامة للتدليل على صوت الحيوان. ونتيجة لهذه الطريقة في العمل يحظى الحيوان بعناية وتمنح الثقة لتلك القبائل التي تجد منفعة في استعمال الحيوانات لقاء حاجتها.

وبالإضافة إلى ذلك تعمل هذه الوسيلة على تمكين الرباط بين القبائل ومصالح الحكومة. ويحدث في بعض الأحيان أن رعاة الخيل والجمال هؤلاء يحتاجون إلى دراهم فيبيعون صغارها. عندئد يحدد خوجة الخيل سعر المبيعات بأثمان تكون دائما معتدلة، ولتسهيل الأمور على هؤلاء الرعاة، غالبا ما يعطيهم أجلا للدفع يتراوح ما بين عام وعامين. وكثيرا ما يقدر الحيوان المباع بثمن أقل من سعره الحقيقي، وذلك لشدهم إلى الدولة وللحصول على طاعتهم طوعا، وإقناعهم بعدل الحكومة إزاءهم وبالعناية التي توليها لإسعادهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015