المراه (صفحة 63)

الإدارة الفرنسية قد نفرت السكان ونقلت الحضارة أكثر من قرن إلى الوراء.

وفيما يخصني، إنني مقتنع بأن الحكومة الفرنسية لا تعلم بكل ما يجري من أحداث، وإذا كانت على علم بهذه التدابير اللاإنسانية واللادستورية ولم تعاقب أصحابها، فإنا نستطيع القول بأنها تشجع الإجرام وتساعد على البغي. وفي هذه الحالة تكون سيرتها مناقضة تماما للمبادىء التحررية وللفكرة التي أخذتها عن الشعب الفرنسي. تبدأ حدود هذه المقاطعة في مليانة (شرقا) وتمتد إلى وجدة (غربا) (?). مساحتها تقارب ربع مساحة قسنطينة، وقد أخذت هذه التفاصيل عن باي قديم مارس سلطته في وهران ثم في قسنطينة.

أما المدن الأخرى التابعة للمدية، فإنني أستطيع أن أعفي نفسي من وصفها لأنني لا أعرف عنها ما يمكن أن يكون عجيبا أو مفيدا.

هذه هي، إذن، التفاصيل الوصفية والإحصائية والجغرافية والزمنية الخاصة بالجهتين الشرقية والغربية في إيالة الجزائر، ولقد ذكرت كذلك الأقسام التي تتكون منها المقاطعات في كل منها، وبقي علي أن أتكلم عن العاصمة وعن تنظيم الحكم التركي والوسائل التي تمكن بها من إخضاع هذا الشعب، والطريقة التي استعملها لاكتساب قلوب هؤلاء الناس، ذلك أن هذا الحكم استطاع ; بفضل سياسته التي يزعم أنها همجية، أن يثبت ثلاثة قرون (?) في جوار أوربا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015