المراه (صفحة 57)

وبما أن الجزائر كانت تحت حمياة الباب العالي، فإن من المسلم به أن حكامها يكونون دائما أتراكا وكذلك نظامها العسكري، وإن العرب لا يقبلون أبدا في صفوف الميليشيا. ونتيجة هذا التمييز تولد بين الصنفين، في تلمسان، حقد ما زال إلى يومنا هذا وكثيرا ما يؤدي إلى صراع بينهما في وسط المدينة. وعندما دخل الفرنسيون الجزائر قامت معركة بين الطرفين، وحتى لا تسود الفوضى، طلب من سلطان المغرب (?) أن يتدخل ليضع حدا لهذه الحرب الأهلية. وقبل السلطان هذه الدعوة، ولكنه بدلا من أن يحمي السكان ويعيد الأمن سلط على المدينة ظلما أدهى وأمر من الظلم الذي كان يسودها. فأبعد إلى مدينة فاس عشرين من الأعيان ولم يطلق سراحهم إلا عندما استولى على سائر ممتلكاتهم.

ولما رأوا أن سلطان المغرب بغى عليهم، وإن الفرنسيين، من جهتهم، سلطوا على مدينة الجزائر حكما جائرا، ووجدوا أنفسهم بين نارين. بادروا إلى إبرام الصلح فيما بينهم. كانت مصالحهم تستدعي الوحدة فنسوا كل الضغائن المهلكة التي لا معنى لها. وفي هذه الفترة أرسلت فرنسا السيد دومرني في مهمة لدى سلطان المغرب قصد الحصول على الانسحاب من هذه المقاطعة التي تحتلها الجيوش المغربية. وفي أثناء الانسحاب شكل الأهالي حكومة مستقلة مكونة من أشخاص محنكين يعرفون جميع التقلبات البشرية، وباختصار، أقاموا نوعا من الجمهوريات اذ أن الحكم أصبح بيد جمعية يؤلفها عدد من أعيان المقاطعة.

لقد اطلعت على تفاصيل هذه الأحداث عن طريق مستغانم التي هي أيضا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015