المراه (صفحة 267)

في هذا الكتاب إلا بعد أن رأيت أعماله وقرأت كتاباته. وشخصيا، فإنني لا أحقد على هذا الجنرال، وعليه، فإنني لن أعرض هنا إلا الأفعال التي شاهدتها بنفسي، وأستطيع القول بأنني أمر مر الكرام على بعض الأحداث التي لو ذكرتها لأبعدتني عن الإطار الذي حددته لنفسي، والتي كان يمكن أن تجلب انتباه محبي الإنسانية والعدالة.

إن كل إنسان عادل يرى بوضوح أن السيد كـ ... قد نقض ما جاء في وثيقة الاستسلام، وأن هذا الخطأ الأول كاف للتدليل على سلوكه السيء إزاء الإفريقيين، وأن طريقته في الحكم كانت تتنافى مع مصالح الفرنسيين.

وعلى هذا الأساس، فإن أنانية شخص واحد هي التي تسببت في العار والتوبيخ اللذين تعرضت لهما الحكومة الفرنسية في إفريقيا. وهذا صحيح بحيث أن القبائل صاروا يجيبون كل من يريد إقناعهم بإمكانية حدوث اتفاق سلمي، بقولهم: (لا ينبغي أن نصدق من لا يفون بوعودهم) - وبالفعل فما هي الثقة التي توضع في تاجر لا يلتزم بوعوده؟ ويوفي ما عليه من سندات بالكلام الطيب؟ إنه يكون مجبرا على أن يشتري كل شيء نقدا. إن الحكومة الفرنسية، بالنسبة للقبائل، توجد في نفس وضعية التاجر المذكور، وهؤلاء القبائل لم يعودوا يفرقون بين الأوروبيين، إنهم يعممون ويقولون: (إنهم مسيحيون ولا يمكن أن يصادقوهم ولا أن ينسوا حقدهم الديني، ذلك لأنهم لو أتيحت لهم الفرصة للاعتداء عليهم لفعلوا، ولأنهم لا يعتدون على الأحياء فقط إنما يسلطون حقدهم كذلك على الأموات بتهديم مدافنهم، الخ ... الخ ...).

وهكذا، فإن سلوك السيد كـ ... وإدارته في الجزائر لم يؤديا إلا لتنفير قلوب الجزائريين والإفريقيين بصفة عامة - إنه جعلهم يحذرون من نوايا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015