المراه (صفحة 191)

من المدافع والذخيرة الحربية. وقد تمركز مدة ثلاثة أيام في نواحي الدار البيضاء ليجمع الخيل والبغال التي كانت للدولة، وكذلك كل ما استطاع أن يعثر عليه في مزارع الدولة وضيعها. فجمع حوله ثلاثة آلاف تركي وعددا كبيرا من أسر مدينة الجزائر التي تركت المدينة لأن بعضها لم يعد مطمئنا لها بينما هرب البعض الآخر خوفا من الظلم.

لقد أخذ باي قسنطينة، إذن، كل هذا العدد الكبير من الناس تحت حمايته. وكان يوجد ضمن هذا العدد حوالي خمسمائة امرأة، ولم تؤخذ المؤن لمجابهة أتعاب الطريق لأنه لم تكن هناك استعددات لهذه الرحلة. غير أن باي قسنطينة، قد برهن، في هذه الظروف الطارئة، على كثير من الإنسانية والبطولة، وأن أعماله لكفيلة بأن تمجد، إذ تولى بنفسه إشباع جميع الحاجات الضرورية لهذه الهجرة، وثم اتخاذ كل ما يمكن من الإجراءات. ثم سار بقافلته نحو قسنطينة، ووعد الأتراك بنصف أجورهم. وقد وصل الجميع إلى أبواب تلك المدينة دون أن يمسهم البرابر بأذى. عندئذ وسوس الشيطان لذلك العدد العديد من الأتراك وأوحى لهم ذلك المشروع الفظيع الرامي إلى عزل القائد الذي أوصلهم إلى هناك.

إن الحاج أحمد باي قسنطينة، لم يعدهم إلا بنصف الأجر، ولكي يحصلوا على الأجر كله فكروا في عزله من منصبه واستبداله بابن شاكر باي (?) وقد كان شاكر هذا بايا على قسنطينة. ولكن الابن كان شريرا وسكيرا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015