للمنتهي، مشتملاً على جُلِّ ما ألَّفته، وعقود ما هذَّبته، من كتابيَّ الموسوم أوسطهما "تخليص" المطلب في تلخيص المذهب" والآخر بـ "ترغيب القاصد بتقريب المقاصد"، بحيث سنشرح منهما إشاراته، ونستكشف بهما مشكلاته، مؤمِّلًا من الله سبحانه جزيل الثواب، وجميل المآب، وهو حسبي ونعم الوكيل" (?).

وهو متن جامع لأبواب الفقه، سار فيه على منهج بديع لم يعرف في مصنفات الحنابلة قبله، وذلك أنه قسم الكتاب إلى مجموعة كتب، وقسم الكتب إلى مجموعة أبواب، وفصّل الأبواب في فصول. فتميز بحسن التقسيم وكثرة الفصول والفروع، وما يندرج في ذلك من الضوابط الفقهية في الكتاب، أو الباب، بمعلومات فقهية سلسة متتابعة.

وهو على صغر حجمه وخلوّه من الأدلة والتعليلات والتوجيهات، يعتني بذكر اختلاف الروايات والوجوه، فيطلق تارة وهو الغالب، ويصحح أخرى وهو النادر. وينسب تخريجات الأصحاب وتفرداتهم في بعض الأحيان، كأبي بكر عبد العريز، والقاضي أبي يعلى، وأبي الخطاب.

وأما تخريجاته وتصحيحاته التي يعتمدها لنفسه فهي نادرة جدًا في هذا الكتاب، وذلك كقوله في باب الربا: "فأما اختلاف النوع فذهب بعض أصحابنا إلى أنه كاختلاف الجنس، وذهب أبو بكر إلى جوازه، وهو الصحيح عندي" (?). وقوله في كتاب الفرائض: "ولا يُستحق بالولاء فرضٌ إلاّ في حق الأب والجد، فإن المنصوص عنه أن لهما مع الإبن وابن الإبن السدس، وللجدّ مع الإخوة الثلث، وذهب ابن شاقلا إلى إسقاطهما بالإبن وابنه، وهو الأقيس" (?).

وبالجملة فهو متن يشبه "الإرشاد" في نفاسته وأهميته، فصار بذلك عمدة لكثير من المصنفات، قال محققه: "من نظر في كتاب "الإنصاف" لمحقق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015