2- الرجعية والجمود:

أما الرجعية فقد قيل في تعريفها: إنها هي الميل في السير إلى الوراء, والعزوف عن متابعة الحركة نحو اليقظة التي يتمّ عندها تكامل استعدادات الإنسان الطبيعية.

وأما الجمود: فهو الوقوف في الحركة عند مرحلة من مراحل تطور الإنسان في كماله وتمام نمو طاقاته البشرية1.

هكذا قيل في تعريفهما, ولكن ماذا كان يقصد بها أعداء الأديان؟

لقد اتخذ الملاحدة ومن تبعهم هذا المصطلح نقطة انطلاق في سبّهم للإسلام والمسلمين, ولقد قالوا منكرًا من القول وزورًا, فالإسلام والمسلمون بريئان من هذا الوصف, بل أعداء الإسلام أحق به, وسلوكهم وأفكارهم هي عين الرجعية والجمود, فإن المتتبع لأقوالهم عن نشأة الإنسان وتطوره لو قارنها بأقوالهم اليوم عن تمدحهم بالتطور لرأى العجب في تناقضهم, وكذلك ما يرمون به المسلمين من الرجعية والجمود يكذبهم حال المسلمين الذين يطبقون الإسلام قولًا وعملًا, كيف كانت سعادتهم وسعادة شعوبهم في تطبيقهم لأحكام الشرعية الغراء التي أنزلها الله كاملة شاملة صالحة إلى يوم القيامة, لا تحتاج إلى أحد ينقص منها أو يزيد فيها, وفي العقوبات المقدَّرة كحد السرقة والزنا والقتل والقذف وغير ذلك, خير شاهد على أن الإسلام شريعة كاملة شاملة متطورة يمتد ظلها إلى يوم القيامة.

وحينما كان الملك فيصل -رحمه الله- ينادي بالتضامن الإسلامي2، وعودة المسلمين إلى تحكيم شرع الله -عز وجل, والتمسك بسنته, رماه أعداء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015