اجتماعية, ويفقد قيمته الحقيقة في توجيه الحياة والمجتمع وهداية الإنسان لما فيه خيره في الدنيا والآخرة"1.

وتارةً يرجع أولئك الملاحدة تفسير الدين حسب خرافاتهم إلى قابلية الشخص واستعداده الذهني لإدراك شتَّى الصور التي يتخيلها بعد ذلك دينًا، كالشاعر الذي يتصوّر أشياء في خياله اللاشعوري, وهذه تسمَّى نبوة عند بعض كبارهم.

ويرى محرر دائرة معارف العلوم الاجتماعية أنه يمكن تشبيه الدين بالفن؛ من حيث أن الفنَّان يتمتع بذوق غير عادي في الأمور الفنية, فكذلك رجل الدين يتمتَّع بنظرة قوية وأذن صاغية؛ فيصل بتجاربه إلى معرفة الدين، مع أنهم قد أقروا بأن الدين لا تدخل معرفته تحت التجارب -كما تقدَّم- وهم يهدفون من وراء هذا السخف إلى إنكار النبوات الإلهية ويقرر "ت.ر. مايلزم": إن الدين إذ قُصِدَ به ما بعد الطبيعة، أي: القول بأنه وحي من الله تعالى, فإنه حينئذ يفقد معناه الحقيقي, أما إذا أريد بالدين معنى مجازيًّا بمعنى قوة الذكاء والإلهام, فإنه حينئذ يكون معناه مقبولًا لدى الأشخاص الذين يتَّصفون بقابليتهم للتدين.

ويرى"اليكيس كاريل" أن التديُّن إنما يصل إليه الإنسان بجهوده الشخصية وتطلعه إلى ذلك مثله مثل الشخص الذي يريد أن يصبح مصارعًا فيستعد لتقوية بدنه بالرياضة وترويض أعضائه, فكذلك المتدين يصل بصقل روحه وتهذيبها إلى التدين الذي يقتنع به2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015