عربية أو غير عربية, وهذا الإيمان يهدفون من وراء اشتراطه أن يحلّ حب القومية ومبادئها التي دوَّنوها محلّ الإيمان بالله تعالى ودينه القويم؛ إذ جعلوها هي الدين الذي يجمعهم بعد توفُّر وجود اللغة المشتركة أو التاريخ المشترك, فمن أخلَّ بعد ذلك بقداسة القومية فإنه يعتبر مجرمًا وغير محب لقومه ووطنه حسب دين القومية, وأعداء الإسلام من النصارى واليهود يعلمون علم اليقين أنَّ في إحلال القومية والوطنية محل الدين الإسلامي هو المنفذ الوحيد لإقصاء الإسلام وإخراجه من قلوب أتباعه, وبالتالي سيطرتهم على الشعوب الإسلامية.

وعلى هذا فإن هذه الدراسة إنما وجهت إلى دراسة القومية بصفة عامة, وإعطاء الحكم عليها بصفة عامة أيضًا, معتبرين هذا المسلك جزئية من دراسة القومية الواسعة المفاهيم، والقصد من وراء ذلك هو تعجيل المنفعة للقارئ ببيان ما يجب بيانه حول القوميات وما فيها من مضارٍّ أو منافع, وما فيها من الخدع التي ألحقت بالمسلمين وبغير المسلمين من أضرار فادحة ومصائب لا حدَّ لها, كان في أولها بالنسبة للمسلمين محاربة الدين وإحلال القومية محلّه بكل بساطة, واستمع لهذه الآبيات التي تغلي حقدًا على الدين وجرأة على جهنَّم حيث قال شاعر الوطنية:

بِلادَك قَدِّسْها عَلَى كُلّ مِلَّةٍ ... ومِنْ أَجْلِهَا أَفْطِرْ ومِنْ أَجْلِهَا صُمْ

هَبُونِي عِيدًا يَجْعَلُ العَرَبَ أُمَّةً ... وسِيرُوا بِجُثْمَانِي عَلَى دِينِ بُرْهَمِ

سَلامٌ عَلَى كُفْرٍ يُوَحِّدُ بَيْيَنَا ... وأهلًا وسهلًا بَعْدَه بِجَهنّمِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015