الأنبياء والمعلمين ذاك الذي وُلِدَ من أبوين يهوديين"1، وأنه صُلِبَ لأنه بشَّر بتعاليم تخالف كنيسة عهده2.

ويقول في إنكاره للجنة وللنار وللقرآن الكريم ولنبي الله -صلى الله عليه وسلم: "لا توجد جنَّة ذهبية ولا جنهم نارية, إنما هو تصوّر هؤلاء المحدودي النظر، لا تقيدوا أنفسكم بكتاب واحد, ولا معلم واحد, ولا مرشد واحد, فولاؤنا لا لكتاب ولا لعقيدة, ولكن للروح الأعظم وحده".

ويقول في هجومه على الأخلاق الفاضلة ورغبته في التحلُّل والانفلات: "لا يهم إذا كان الرجل مسيحيًّا أو كافرًا, المهم هو ما يفعله في حياته, أعطي الرجل الذي لا يعتنق أيّ دين, الذي لا يركع لذكر اسمًا لله, ولكنه أمين ويحاول أن يخدم ويمد يده للضعيف, ويساعد الكلب الأعرج. والرجل المملوء شفقةً للمنكوبين, والذي يعاون من هُمْ في ضائقة بحرارة, ذلكم أكثر تدينًا ممن ينتسب إلى أي دين"3.

وهذا الكلام يريد به محاربة الأخلاق الفاضلة على طريقة اليهود, وهو بهذا يصوّر أهل الدين بأنهم لا أخلاق لهم, وقساة القلوب, وقد نسي هذا المغفَّل أن المتدين هو الذي يعمل تلك الأعمال ابتغاء مرضاة الله تعالى, لا يريد بها جزاءً ولا شكورًا.

وهل الدين يمنع من فعل تلك الأشياء التي مثَّل بها ذلك المغفَّل الذي لا يعرف الدين ولا تعاليمه ولا رأفته بكل المخلوقات, إنه الحقد اليهودي الذي دفع سارتر إلى هذا الهذيان والتهجُّم على الأديان وعلى الأنبياء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015