بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمطالبة بتطبيق الحق جماعة وأفرادًا, والوقوف الجماعي ضد أي تسلُّط بالباطل ببيان الحق وبذل النصح بصدق وإخلاص, وسؤال الله له الهداية, إلى غير ذلك من الوسائل المتاحة حتى يصل التغيير إلى أحسن, أمَّا إذا لم يكن هناك تغيير وإصلاح, فإن المناداة بالديمقراطية لا يعطي الحل لهذه المشكلة أو غيرها, حتى لو زعم القائمون على السلطة بالتزامها, فإنَّ ذلك لا يجدي شيئًا من الإصرار على عدم التطبيق, سواء تطبيق الإسلام وهو الحق الحقيقي, أو تطبيق الديمقراطية وهو الحل الظاهريو وكلا الحلين لا يأتيان تلقائيًّا للناس ما لم يكن هناك قائمون عليه وجادُّون في تطبيقه, كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} 1.

والله تعالى عادل يحب العدل ولا يرضى بالظلم ولا يحب الصبر عليه: {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} 2، فأيُّ لوم يمكن أن يوجِّهه الخاملون الكسالى إلى الإسلام مع تفريطهم وعدم يقظتهم للتمسك بدينهم الذي يعيشون في ظله آمنين مطمئنين أخوة متحابين "كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" 3، ثم يفضلون عليه الأنظمة الوضعية البشرية التي تفسد أكثر مما تصلح, أو يزعمون أنهما في درجة واحدة مع الإسلام, فإنه يجب على هؤلاء أن يوجِّهوا اللوم إلى أنفسهم لا إلى الإسلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015