الجمعة الموافق 2/ 6/ 1376هـ تكريمًا لشاعر الجنوب الأستاذ محمد بن علي السنوسي، وكانت بحق حفلة أنيقة؛ حيث تبودلت فيها شتى الأحاديث الأدبية والاجتماعية، ومما زاد الحفلة متعة وروعة طلب الأستاذ الأنصاري من المحتفى به إنشادنا آخر ما عنده من شعره الحديث، فتفضل وأسمعنا قصيدة ممتعة من شعره الوثاب، وتلاه الأستاذ حسن عبد الله القرشي، فأنشدنا من ذارته القوية مطولة من شعره الواعي بعنوان "سجين الحياة".... وكان من أبرز المدعوين إلى هذه الندوة الأدبية الأساتذة محمد سعيد العامودي، وعبد المجيد شبكشي، وحسن عبد الله القرشي، وعبد الفتاح أبو مدين، وأحمد السباعي، وشكيب الأموي ... فإلى هؤلاء جميعًا أبعث بهذه القصيدة "صوفية شاعر" تذكارًا لهذه الندوة الأدبية وتقديرًا للفن في شخصيات رواد الأولمب الخالد ومطلعها:

ظلموه فعاش في إخوانه ... يتلظى على لظى أحزانه

أي ظلم أشد في النفس وقعًا ... من أذى صحبه وظلم زمانه

قد رماه الصحاب بالكبر إذا كان ... يناجي بالبعد طهر جنانه

إلى قوله:

آمن الشاعر الغريب وقد عاش ... سعيدًا بمنتهى إيمانه

عاش في نجوة من الناس يستصغر ... معنى النعيم في تبيانه

مستلذًّا كزازة العيش في الوحدة ... والليل ضارب بجرانه

وصلاة الصوفي فيض من الروح ... كفيض العبير من ريحانه

كل نفس صوفية تتمنى أن ... تنال السمو في أحضانه1

يقول صاحب مجلة المنهل عن الحفل وعن قصيدة محمود عارف السابقة: "وقد تلقى صاحب المنهل بعد يومين من الحفل القصيدة العصماء التي تلي هذه، وهي من وحي الحفل ومن نظم الشاعر محمود عارف عضو مجلس الشورى2.

والسنوسي يرى أن فنه الشعري مستمد من فن شاعر الأكبر أبي الطيب المتنبي.

يقول:

يا أبا الطيب المحسد إني ... مستمد من فنك الفذ فني3

طور بواسطة نورين ميديا © 2015