وللشاعر فوق ذلك قدرة أخرى على صياغة تعابير إبداعية، يخيّل أنك تقرؤها لأول مرة مثل:

وقيد الحق أوهى كل قيد ... رءوف المس إن سقنا إليه

من قصيدة "العز".

وقوله:

ومصير الشر أن يقتات أهله

من قصيدة "إلى أعدائي".

ومنها أيضًا:

وتنطق الأرض تملي سرها1

ثم مرة أخرى يشيد الشاعر الناقد محمد حسن عواد بأحمد العسيري فيقول:

"أهنِّئ أخي الفاضل الملازم أول الأستاذ أحمد علي سعد العسيري بهذه الشاعرية الحقيقية، وأهنئ عسيرًا كله سراته وتهامته، بل أهنئ المملكة العربية السعودية كلها، وآمل أن ينجب هذا البلد المعطاء كثيرًا من شعراء هذا الطراز"2.

وتحرر العسيري في تجديده للقصيدة في أدب الجنوب يظهر في اتجاه الشاعر إلى لون واحد من الشعر يصور فيها ذاته ووجدانه، فتجد أغراضه الأدبية قد أخذت هذا الاتجاه من التحرر، وكذلك في معانيه وفي خياله، وفي تصويره الأدبي، وفي موسيقاه الشعرية؛ حيث خرج على القصيدة العمودية في القافية في القليل من قصائده، مثل قصيدته "العاصفة"3، وإن كان هذا التحرر محل نظر منَّا وقد ذكرته في مكانه.

ومرت الأمثلة في كل ذلك، توضّح سمات التجديد في المعاني والأغراض والخيال والصور والموسيقى والقافية، مما يجعله من شعراء مدرسة التحرر في التجديد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015