إلى قوله:

وشهدنا نهرًا من الخير يجري ... رفدته الشريعة الغراء

أسسوا للعلوم والدرس نورًا ... وعلى كل ساحة بناء

وإلى العلم ينتمي كل فضل ... ومن المرسلات تهمي السماء

وإلى الدين ينتمي كل مجد ... ومن الحق تسطع الأضواء

والنوادي للناس تنثر درًّا ... ونضارًا والناثر الأدباء

وتجلى وجه الفضيلة حتى ... يعلم الجميع أنها حسناء

سألوني ما الدين قلت: رياض ... يتفيأ ظلالها العقلاء

سألوني هل الحضارة خير ... أم عذاب منزل وشقاء

هي خير ثر، وروض أنيق ... وعطاء جم ونور وماء

ونعيم ما دام شكر وتقوى ... فاز ركب يقوده الأتقاء

سألوني عن النساء أظل ... وارف أم جهنم حمراء

وجم القلب والبيان عصاني ... وتأبَّى الهجاء والإطراء

كل علمي بأنهن فضاء ... واسع لا تحيطه الأشياء

وأخيرًا:

سادتي هذه قصيدة شعر ... وبقلبي قصائد عصماء

قد بذلت الثناء شهدًا مصفَّى ... وحري بنا الرضا والثناء

علم الله أن روحي وفاء ... ليس عندي غير الوفاء جزاء

وإذا أحسن الرعاية داع ... فالرعايا حق عليها الولاء

دولة بالكتاب والعدل شيدت ... ولها الحب خالصًا والدعاء1

وهكذا تكون شاعرية مهدي، فقد بلغت هذه القصيدة ثمانين بيتًا تسيل الأبيات في تدفق، وينساب فيها التصوير الأدبي رائعًا في ألفاظ عذبة وأسلوب قوي مشرق، وخيال خصب رائع، وحوار حي متحرك، يتحرك فيه القارئ مع الشاعر وكأنه يريد أن يشاركه ما يعانيه من تجربته الشعرية مع طول النفس، والصدق في المدح والثناء بلا شطط أو مبالغة، إنما المدح عنده هنا حق وثناء بلا معاظلة؛ لأن على الرعية حق الولاء والوفاء لمن أسدوا الخير ونشروا العلم والعدل، فهم جديرون بالحب والدعاء بالتوفيق، وليست هذه القصيدة وحدها في الثناء، ولكن قلبه مفعم بكثير من القصائد العصماء.

أما القصيدة التي حازت الجائزة الثانية في مسابقة نادي أبها الأدبي عام 1400 هـ فهي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015