ونهضة الأفكار وعمقها، وتقدُّم الأمة ورقيها، وظهر أثر دعوته وريادته في شعر الشعراء الرواد في المملكة العربية السعودية، مثل شعر محمد حسن عواد، فقد كان أصغر شاعر ذكره في كتابه "أدب الحجاز"، وغيره مما عاصر عواد1.

الشاعر معيض بن علي بن محمد البختيان:

وُلِدَ الشاعر في "تثليث" عام 1370هـ، وتدرج في مراحل التعليم متنقلًا بينها وبين أبها والرياض في جامعة الإمام محمد بن سعود، ثم تقلَّب في وظائف مختلفة، وله "ديوانان" صدر منهما ديوان "الهجير" عام 1398هـ، أمَّا الديوان المخطوط فهو إلى سيدة القرية"، وله كتاب مخطوط بعنوان الشعر الملحون في لغة العرب"2، ومن ديوان شعره قصيدته "وعد" يقول فيها:

ذات العيون السود والألق ... وغريرة الأحلام والحرق

آفاقها كالماس صافية ... ونعيمها من ناعم الورق

يزهى بها قدح تراشفه ... مزّ الهوى والعابس الومق

وتجن إن ألقت غلالتها ... جن المحب المدنف الشفق

يا ومضة منداحة الأفق ... والغيم في زاد من الشفق

تدنى العشايا من نسائمها ... نفشا مدى الأعصاب والحدق

هل تعذرين الصب سيدتي ... بأن ضاع والآهات في الطرق

وانسلَّ منه الفرح وانصهرت ... أحلامه في عالم سحق

أم لي إلى غلواء فاتنة ... سلت على تسبيحتي أرقى

وعد أغني الغيد أفضله ... روح الأصيل العذب والفلق

يترقرق في شعر البختيان رونق الأصالة الشعرية، وينبض بموهبة الشاعر الصافية، فالمعاني فيه واضحة، والألفاظ جزلة رشيقة، والأسلوب محكم مترابط، والصور الأدبية الجزئية على نمط الشعر العربي القديم، في خيال مشدود في روحه ومنهجه وأصالته إلى الخيال الشعري عند فحول الشعر العربي قديمًا، ولا تجد قلقًا في الوزن، ولا اضطرابًا في الإيقاع، اللهمَّ إلا عدم التلاؤم في حرف الرويّ مع الغرض من القصيدة؛ حيث يتناسب مع الغزل حرف رقيق كالسين أو النون أو الراء مثلًا، أما القاف فهو حرف ثقيل غير رقيق مع الحماسة، وجلبة الحروب، وقعقعة السلاح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015