الحادي عشر: الشعر الوطني

وتناول السنوسي في الشعر الوطني بناء الوطن السعودي والسمو به في منازل الرقي والحضارة، وحثَّ أبنائه على المشاركة والإسهام في التقدم، والعمل المتواصل في المشروعات الضرورية التي تدفع بالأمة إلى الرخاء والكفاية، واشتمل ديوانه "القلائد" على قصيدة "نداء ص10، 11" لأبناء المملكة العربية السعودية ليشاركوا في فجر النهضة، يقول في مطلعها:

بني وطني إنَّا على فجر نهضة ... تصد الدجى أنى تدجى وتصدع

ومنها:

مضى السلف الأبرار يعبق ذكرهم ... فسيروا كما سار على الدهر واصنعوا

وما الفخر بالماضي إذا لم يكن له ... من الحاضر الزاهي بناء مرفع

خذوا بأكف الأسد من أسهم العلى ... نصيبًا فإن الحاضر اليوم أوسع

يد الدهر لا تسخو بمجد لعاجز ... ضعيف ولا تندي ولا تتبرع

وما قيمة الأوطان إن لم يكن لها ... "رجال" يلوذون الشقاء لينفعوا

جرت حكمة الدنيا على الناس أنها ... تصد لمن صدوا وتسعى لمن سعوا

حصدنا الضنى لما زرعنا له المنى ... وجل حصاد المرء من حيث يزرع1

وقصيدة "قطوف وأصداء" قالها الشاعر بمناسبة أنباء المشروع الزراعي في جازان، التي كانت حديث النوادي والأسمار، استحوذت أصداء هذا المشروع على اهتمام الجمهور، لما ينطوي عليه من بشائر النهضة والعمران، ومن خلجات القلوب المتعطشة إلى الحياة السعيدة والمجد الأثيل، فكانت هذه القصيدة تحية للفجر المرتقب والأمل المنشود يقول فيها2:

أمل لاح في سماء الوجود ... ذهبي السنا زكي الورود

لبسته تألقًا وأذالت ... فيه جازان ضافيات البرود

ومنها:

شاقها مولد "النهوض" فهبت ... تتبارى إلى احتضان الوليد

وجلته طوالع اليمن والمجد ... وحفت به نجوم السعود

وأظلت "رؤاه" أضواء "فجر" ... لغد أسعد وعيش رغيد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015