المدهش (صفحة 436)

الْفَصْل التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ

يَا هَذَا قد سَمِعت أَخْبَار الْمُتَّقِينَ فسر فِي سربهم وَقد عرفت جدهم فَتَنَاول من شربهم ثمَّ سل من أعانهم يعنك فَمَا كَانَ بهم

لِابْنِ هندو

(لَا يؤيسنك من مجد تباعده ... فَإِن للمجد تدريجا وترتيبا)

(إِن الْقَنَاة الَّتِي شاهدت رفعتها ... تنمي وتنبت أنبوبا فأنبوبا)

إستغنى الْقَوْم بطبيبهم عَن مدح خطيبهم فاسلك طريقهم تكن رفيقهم

لِابْنِ الرُّومِي

(وَسَائِل عَنْهُم مَاذَا يقدمهم ... فَقلت فضل بِهِ عَن غَيرهم بانوا)

(صانوا النُّفُوس عَن الْفَحْشَاء وابتذلوا ... مِنْهُنَّ فِي سبل العلياء مَا صانوا)

(المنعمون وَمَا منوا على أحد ... يَوْمًا بنعمي وَلَو منوا لما مانوا)

(قوم يعزون إِن كَانَت مغالبة ... حَتَّى إِذا قدرت أَيْديهم هانوا)

أطار خوف النَّار نومهم وَأطَال ذكر الْعَطش الْأَكْبَر صومهم يَحْسبهُم النَّاظر مرضى الْأَبدَان وَإِنَّمَا بهم سقام الأحزان

(مكتئب ذُو كبد حوى ... تبْكي عَلَيْهِ مقلة عبرى)

(يرفع يمناه إِلَى ربه ... يشكو وَفَوق الكبد الْيُسْرَى)

(يبْقى إِذا حدثته باهتا ... وَنَفسه مِمَّا بِهِ سكرى)

(تحسبه مستمعا ناصتا ... وَقَلبه فِي أمه أُخْرَى)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015