المدهش (صفحة 414)

(بالغور دَار وبنجد هوى ... يَا لهف من غَار بِمن أنجدا)

(يَا حبذا الذكرى وَإِن اسهرت ... بعْدك والدمع وَإِن أومدا)

الْبكاء دأبهم والدمع شرابهم والجوع طعامهم والصمت كَلَامهم فَلَو رَأَيْتهمْ وعذالهم وَقد زادوا بالعذل أثقالهم

(سلمت مِمَّا عناني فاستهنت بِهِ ... لَا يعرف الشجو إِلَّا كل بِهِ ذِي شجن)

(شتان بَين خلي مُطلق وشج ... فِي ربقة الْحبّ كالمصفود فِي قرن)

(أمسيت تشهب باد من ضنى جَسَدِي ... بداخل من جوى فِي الْقلب مكتمن)

(إِن كَانَ يُوجب ضري رَحْمَتي فَرضِي ... بِسوء حَالي وَحل للضنى بدني)

(منحتك الْقلب لَا أبغي بِهِ ثمنا ... إِلَّا رضاك ووافقري إِلَى الثّمن)

أعندك من حَدِيثهمْ خبر أَلَك فِي طريقهم أثر

لخَالِد الْكَاتِب

(رقدت وَلم تَرث للمساهر ... وليل الْمُحب بِلَا آخر)

(وَلم تدر بعد ذهَاب الرقاد ... مَا فعل الدمع بالناظر)

نازلهم الْخَوْف فصاروا ولهين وفاجأهم الْفِكر فعادوا متحيرين وجن عَلَيْهِم اللَّيْل فَرَآهُمْ ساهرين وهبت ريَاح الأسحار فمالوا مستغفرين فَإِذا رجعُوا وَقت الْفجْر بِالْأَجْرِ نَادَى مُنَادِي الهجر يَا خيبة النائمين

(وَلما وقفنا والرسائل بَيْننَا ... دموع نهاها الوجدان تتوقفا)

(ذكرنَا اللَّيَالِي بالعتيق وظلها ... الأنيق فقطعن الْقُلُوب تأسفا)

جليت أَوْصَاف الحبيب فِي حلية الْكَمَال فَقَامُوا على أَقْدَام الشوق يسبحون فِي فلوات الوجد فَلَو رأيتموهم لقلتم مجانين هَيْهَات من لَا يعرف مَنَاسِك الْحَج نسب المحرمين إِلَى الخبل النَّاس يَضْحَكُونَ وهم يَبْكُونَ ويفرحون وهم يَحْزَنُونَ وينامون وهم يسهرون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015