رجلًا مركبًا من عدة رجال، أو بعبارة أخرى: أصبح عليه -كما يقول علماء الصحافة- أن يجمع في حذقٍ، وانسجامٍ، ومهارةٍ، بين صفات السياسيّ، والأديب، والمحدث، والقديس، والاجتماعيّ، والفيلسوف، ورجل المال والاقتصاد في وقتٍ واحدٍ!

وعلى الصحفيّ في عصرنا هذا, أن يظهر للناس وكأنه موسوعة عظيمة، أو دائرة معارف كبيرة، وضعت لتكون تحت تصرف القراء في أية لحظة من اللحظات.

والصحفيّ المثاليّ -كما يقول أولئك العلماء- هو "من تمكن من حكمة القدماء، وهضمها هضمًا جيدًا، وألَمَّ بفلسفة المحدثين، وفهمها فهمًا مستقيمًا، وعرف آلات المهندسين؛ مما يتصل بفن الطباعة والتصوير وما إليهما، ودرس تاريخ عصره، فضلًا عن تاريخ العصور التي سبقت عصره، ثم عرف العوامل المؤثرة في الحياة السياسية، والحياة الاقتصادية، والحياة الاجتماعية، وشعر بأن عليه مع هذا كله أن يختزن في صدره جميع هذه العلوم والمعارف، كما عليه بعد هذا كله, أن يقدِّر حاجات القراء من هذه العلوم والمعارف، وأن يعرف مدى تقبلهم لهذه الأشياء، وأن يمدهم منها بين آنٍ وآخر بالقدر الذي يسيغونه، وبالطريقة التي يحبونها"1.

ثم مضى "ستيد" كذلك يقول:

"لهذا كان من الخطأ كل الخطأ, أن نظن أن الجمهور يجري وراء أولئك الذين يتملقون غرائز القراء؛ إذ الحقيقة التي لا مراء فيها, أن الجمهور إنما يريد أن يشعر دائمًا بأن أولئك الزعماء الذين يقودونه يعرفون الجهة التي يقصدون إليها، كما يعرفون الطرق المؤدية إلى هذه الجهة".

"والحقيقة الأخرى التي يجب أن نصدقها كذلك هي أن الجمهور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015