ويختلف مدى ارتفاع المد من منطقة لأخرى، فيصل في منتصف المحيط إلى 2.5 قدم ويقل عن ذلك في خليج المكسيك، بينما لا يتعدى البوصة الواحدة في البحيرات، ويصل ارتفاع المد في ميناء نيويورك إلى خمسة أقدام، أما أعلى مد في العالم فهو ذلك المد الذي يحدث في خليج فندى رضي الله عنهay of Fundy في جنوب شرقي كندا حيث يرتفع الماء إلى أربعين قدمًا، ويرجع ذلك الاختلاف في ارتفاعات المد إلى أشكال السواحل.

ولا يعني حدوث المد والجزر في بقعة واحدة أنهما يتساويان في الارتفاع إذ إنه قد لوحظ اختلاف كبير في الارتفاع بين أماكن متقاربة. ويشتد هذا الاختلاف حينما يكون القمر قريبًا من الأرض. وتؤثر الشمس كذلك في حدوث المد كالقمر تمامًا، إذ إن كلا منهما يؤثر بجاذبيته فيحدث المد ولكنه يتوقف إلى حد كبير على بعد كل منهما وكتلته. ولما كان بعد الشمس كبيرًا جدًّا فإن قوة جذبها تصل إلى ثلث قوة جذب القمر على الرغم من عظم كتلتها، وحينما تكون الشمس والقمر في اتجاه واحد من الأرض فإن قوى جذب كل منهما تكون في الاتجاه نفسه فيحدث المد العالي، أما حينما يتعامدان أي يكون القمر في اتجاه والشمس في اتجاه آخر، فإن قوة جذب كل منهما تضعف الأخرى فيحدث المد المنخفض كما سبق ذكره. ويؤثر احتكاك المياه نتيجة لحدوث المد والجزر في قوى دوران الأرض فيشتت منها ما تقدر قوته بنحو 2 بليون حصان، ويحدث معظم التأثير هذا في بحر بيزنج والبحر الأيرلندي حيث تدفع مياه المد خلال الممرات الضحلة الضيقة. ونتيجة لما يضيع من قوة طاقة الدوران فإن سرعة الأرض تبطئ بحيث يطول النهار بمقدار 1/1000 من الثانية في القرن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015