الخاتمة

تمتد جذور المديح النبوي الى عصر خاتم الانبياء محمد بن عبد الله صلّى الله عليه وسلّم، حيث وقف عدد من الشعراء الى جانبه مادحين ومدافعين وذاكرين فضله وعظمة الرسالة الاسلامية التي بعثه الله بها هداية للعالمين، ولما انتقل الى الرفيق الاعلى بقي ذكره يتردد دوما على السنة عامة المسلمين في عباداتهم وصلواتهم وايام اعيادهم الدينية ومناسبات افراحهم وأحزانهم.. مسترحمين ومتوسلين ان يكون شفيعا لهم عند الله، فاتحا لهم سبحانه وتعالى ابواب رحمته الواسعة في الدنيا والاخرة.

وكان المسلمون مطمئنين على انفسهم ودينهم وديارهم؛ لانهم كانوا في حرز وتحت حماية قوية من أولي الامر والحاكمين المقتدرين..

ولكن الحالة تغيرت بعد ان دب الضعف في مكانة هؤلاء الحاكمين وقلت هيبتهم، اذ بدأت قوى البغي والعدوان تتحرك ولا سيما في القرنين السادس والسابع الهجريين، واخذت اسرابهم تتوالى من الغرب والشرق في اجتياح الديار الاسلامية، وقتل الناس الامنين، او سلب اموالهم وطردهم من بيوتهم، وإهانة دينهم ومعتقداتهم ... وما كان للمسلمين ملاذ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015