المصنفون من رواة الفقه في الأمصار أول من صنف وبوب فيما أعلم الربيع بن صبيح بالبصرة، ثم سعيد بن عروبة بها، وخالد بن جميل الذي يقال له العبد، ومعمر بن راشد باليمن، وابن جريج بمكة، ثم سفيان الثوري بالكوفة، وحماد بن سلمة بالبصرة، وصنف سفيان بن عيينة

الْمُصَنِّفُونَ مِنْ رُوَاةِ الْفِقْهِ فِي الْأَمْصَارِ

892 - أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ وَبَوَّبَ فِيمَا أَعْلَمُ الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ بِالْبَصْرَةِ، ثُمَّ سَعِيدُ بْنُ عَرُوبَةَ بِهَا، وَخَالِدُ بْنُ جَمِيلٍ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْعَبْدُ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ بِالْيَمَنِ، وَابْنُ -[612]- جُرَيْجٍ بِمَكَّةَ، ثُمَّ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ بِالْكُوفَةِ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بِالْبَصْرَةِ، وَصَنَّفَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ بِمَكَّةَ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ بِالشَّامِ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بِالرِّيِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ بِمَرْوَ وَخُرَاسَانِ، وَهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ بِوَاسِطٍ -[613]-، وَصَنَّفَ فِي هَذَا الْعَصْرِ بِالْكُوفَةِ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَوَكِيعٌ، ثُمَّ صَنَّفَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِالْيَمَنِ، وَأَبُو قُرَّةَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ -[614]-، وَتَفَرَّدَ بِالْكُوفَةِ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِتَكْثِيرِ الْأَبْوَابِ وَجَوْدَةِ التَّرْتِيبِ، وَحُسْنِ التَّأْلِيفِ،

893 - وَسَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ الْمُصَنِّفِينَ ثَلَاثَةٌ، فَذَكَرَ أَبَا عُبَيْدِ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ، وَابْنَ أَبِي شَيْبَةَ، وَذَكَرَ عَمْرَو بْنَ بَحْرٍ فِي مَعْنَاهُ،

894 - وَذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ أَصْحَابَ التَّصْنِيفِ بَعْدَ أَنْ قَالَ: نَظَرْتُ فَإِذَا الْإِسْنَادُ يَدُورُ عَلَى سِتَّةٍ -[615]-: فَلِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ابْنُ شِهَابٍ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ، وَيُكْنَى أَبَا بَكْرٍ، مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَلِأَهْلِ مَكَّةَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ مَوْلَى بَنِي جُمَحٍ، وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَلِأَهْلِ الْبَصْرَةِ قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ السَّدُوسِيُّ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو الْخَطَّابِ، مَاتَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَيُكْنَى أَبَا نَصْرٍ، مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ بِالْيَمَامَةِ وَلِأَهْلِ الْكُوفَةِ أَبُو إِسْحَاقَ، وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّبِيعِيُّ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ الْأَعْمَشُ مَوْلَى بَنِي كَاهِلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ جَمِيلًا،

-[616]-

895 - قَالَ عَلِيٌّ: ثُمَّ صَارَ عِلْمُ هَؤُلَاءِ السِّتَّةِ إِلَى أَصْحَابِ الْأَصْنَافِ: فَمِمَّنْ صَنَّفَ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ: مَالِكُ بْنُ أَنَسِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْأَصْبَحِيُّ، وَعِدَادُهُ فِي بَنِي تَمِيمٍ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَسَمِعَ مِنَ ابْنِ شِهَابٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ مَوْلَى بَنِي مَخْرَمَةَ، يُكْنَى أَبَا بَكْرٍ، مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَسَمِعَ مِنَ ابْنِ شِهَابٍ، وَالْأَعْمَشِ وَمِنْ أَهْلِ مَكَّةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ جُرَيْجٍ مَوْلَى لِقُرَيْشٍ، وَيُكْنِي أَبَا الْوَلِيدِ، مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ مُزَاحِمٍ أَخِي الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ الْهِلَالِيِّ، وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَلَقِيَ ابْنَ شِهَابٍ، وَعَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، وَأَبَا إِسْحَاقَ، وَالْأَعْمَشَ -[617]-، وَمِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ مَوْلَى لِبَنِي عَدِيِّ بْنِ يَشْكُرَ، وَهُوَ سَعِيدُ بْنُ مِهْرَانَ وَيُكْنَى أَبَا النَّضْرِ، وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ أَوْ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَحْسِبُهُ مَوْلَى لِبَنِي سُلَيْمٍ، وَيُكْنَى أَبَا سَلَمَةَ، وَمَاتَ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَأَبُو عَوَانَةَ وَاسْمُهُ الْوَضَّاحُ مَوْلَى يَزِيدَ بْنِ عَطَاءٍ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ أَبُو بِسْطَامٍ مَوْلَى الْأَشَاقِرِ، مَاتَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، وَيُكْنَى أَبَا عُرْوَةَ مَوْلَى لِحُدَّانَ، وَمَاتَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَسَمِعَ مِنَ الزُّهْرِيِّ، وَمِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَمِنْ قَتَادَةَ، وَمِنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَمِنْ أَبِي إِسْحَاقَ -[618]- وَمِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَمَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَمِنْ أَهْلِ الشَّامِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ، وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو، مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَمِنْ أَهْلِ وَاسِطٍ: هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ مَوْلَى بَنِي سُلَيْمٍ، وَيُكْنَى أَبَا مُعَاوِيَةَ، مَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ

896 - قَالَ عَلِيٌّ: ثُمَّ انْتَهَى عِلْمُ هَؤُلَاءِ السِّتَّةِ: وَعِلْمُ الِاثْنَيْ عَشَرَ إِلَى سِتَّةِ نَفَرٍ: إِلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، وَيُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ مَوْلَى لِبَنِي تَمِيمٍ، وَمَاتَ -[619]- سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَيُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ مَوْلًى لِهَمَدَانَ، مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَوَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ بْنِ مَلِيحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ فَرَسٍ، وَيُكْنَى أَبَا سُفْيَانَ، مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَهُوَ حَنْظَلِيُّ مَوْلًى لِبَنِي حَنْظَلَةَ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ بِهِيتَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْأَسَدِيِّ، وَيُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ، وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ -[620]-، وَيَحْيَى بْنِ آدَمَ، وَيُكْنَى أَبَا زَكَرِيَّاءَ، وَهُوَ مَوْلَى خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَيْدٍ - بِالظَّنِّ مِنْ عَلِيٍّ -، وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ،

897 - قَالَ غَيْرُ عَلِيٍّ مِمَّنْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الدِّرَايَةِ بِهَذَا الْعِلْمِ: ثُمَّ صَارَ عِلْمُ هَؤُلَاءِ كُلِّهِمْ إِلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ، وَلَمْ يَنْتَفِعِ النَّاسُ بِهِ، وَهُوَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالَ: وَمَا بَدَّدَ فِي الْإِسْلَامِ أَحَدٌ حَدِيثَهُ فِي الْأَمْصَارِ تَبْدِيدَ الثَّوْرِيِّ، فَإِنَّهُ حَدَّثَ بِالْبَصْرَةِ مَا لَمْ يُحَدِّثْ بِالْكُوفَةِ، وَحَدَّثَ بِالشَّامِ مَا لَمْ يُحَدِّثْ بِالْعِرَاقِ وَحَدَّثَ بِالْعِرَاقِ، وَحَدَّثَ بِالْيَمَنِ مَا لَمْ يُحَدِّثْ بِالْعِرَاقِ وَلَا بِالشَّامِ، وَحَدَّثَ بِالرِّيِّ مَا لَمْ يُحَدِّثْ بِغَيْرِهِمَا مِنَ الْأَمْصَارِ، قَالَ: وَمَا جَمَعَ أَحَدٌ عِلْمَ الْأَقْطَارِ فِي الرِّوَايَةِ عَنْهُمْ كَمَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ، فَإِنَّهُ رَوَى عَنِ السِّتَّةِ الَّذِينَ دَارَ عَلَيْهِمُ الْحَدِيثُ فِي الصَّدْرِ الْأَوَّلِ، وَهُمُ الزُّهْرِيِّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ بِالْحِجَازِ، وَالسَّبِيعِيُّ وَالْأَعْمَشُ بِالْكُوفَةِ، وَقَتَادَةُ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ بِالْبَصْرَةِ،

-[621]-

898 - وَقَالَ ابْنُ عُقْدَةَ: لَيْسَ فِي الْإِسْلَامِ أَسْنَدُ مِنْ رَجُلَيْنِ: عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَلُوَيْنٌ، لِأَنَّهُمَا جَمَعَا شُيُوخَ الْأَمْصَارِ الْعَالِيَةِ، وَعَمَّرَا، وَاسْمُ لُوَيْنٍ: مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ، سُمِّيَ لُوَيْنًا لِأَنَّهُ كَانَ صَاحِبَ رَقِيقٍ بِالْمَصِّيصَةِ، فَكَانَ يَقُولُ: عِنْدِي جَارِيَةٌ لَهَا لُوَيْنٌ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015