المجتني (صفحة 52)

ووقف الاسكندر عليه فقال: أما تخافنى؟ فقال: أخير انت أم شر؟ قال: بل خير؟ فقال: انى لا اخاف الخير بل أحبه؛ رأى شابا لا ادب له وعليه خاتم ذهب فقال: حمار عليه لجام ذهب؛ ونظر الى شاب احمق قاعد على حجر فقال: حجر على حجر.

قال: وسأل شاب جاهل أفلاطن: كيف قدرت على كثرة ما تعلمت؟ قال: لأنى أفنيت من الزيت أكثر مما شربت من الشراب.

وقيل للاسكندر: بم نلت هذه المملكة العظيمة على حداثة سنّك؟ قال: باستماتة الأعداء وتصييرهم اصدقاء وبتعاهد الأصدقاء بالإحسان اليهم.

قال: وعمل هواكسيرجس ثورا من طين وقربه في اليوم الذى كان اهل بلده يقربون فيه القربان لأصنامهم وقال: قبيح ذبح الحى المتنفس لما ليس بحى ولا متنفس.

وقال: قصد الاسكندر موضعا ليحارب اهله فحاربه النساء، فكف عنهم وعن محاربتهن وقال: هذا جيش إن غلبناه لم يكن لنا فيه فخر وإن غلبنا كانت الفضيحة آخر الدهر.

قال: وأسر اسوسيوش وأراد رجل شراءه فقال له: أشتريك؟ فقال له: كيف تشترينى وأكون لك عبدا بعد ما اتخذتنى وزيرا - يريد بعد ما شاورتنى في ابتياعى.

قال ارسطاطاليس: إن الحاجة إلى العقل أقبح من الحاجة الى المال.

وقال: هياجرسيس الاشكوثى (?): وركب البحر فلما لجج قال للملاح: كم تخن الواح سفينتك؟ قال: اصبعان، قال: فانما بيننا وبين الموت اصبعان.

وقيل لأرسطاطاليس: ما أعسر الأشياء على الإنسان؟ قال: السكوت،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015