ثم عليه ثانيًا: أنْ يكون مع المؤسسات التعليمية الإسلامية - كالأزهر - جهازًا قويًا يلقى به كتب المُسْتَشْرِقِينَ، وبحوثهم في مجلاتهم ومؤتمراتهم، في الرد عليهم وشرح القيم الإسلامية، وتقوية أواصر القربى بين الشعوب العربية والإسلامية.

ثم عليه ثالثًا: أن يخرج للمسلمين عاجلاً في مشارق الأرض ومغاربها:

[1] " دائرة معارف إسلامية " يكتبها علماء مسلمون مُتَمَكِّنُونَ في فهم التراث الإسلامي من جميع بلاد العالم الإسلامي، وتكون مرجعًا للجوانب الثقافية العديدة.

[2] وأن يُقِرَّ «ترجمة» في كل لغة من اللغات التي ترجم إليها القرآن فعلاً، بعد مراجعتها مراجعة دقيقة، من علماء لهم سعة اطلاع في التفسير والعلوم الإسلامية.

[3] وأن يُخْرِجَ «قاموسًا» للفقه الإسلامي، على نمط القواميس العلمية الحديثة في الاجتماع والفلسفة وعلم النفس والاقتصاد ... يكون مرجعًا سريعًا لمعرفة المصطلحات الفقهية ومدلولاتها في المذاهب الفقهية المختلفة.

والفرق بينه وبين «دائرة المعارف الإسلامية» أَنَّ هذه لا تقصر موضوعاتها على الفقه، بل تعالج جوانب التراث الإسلامي كلها كموسوعة عملية عصرية.

أما القاموس فَمُهِمَّتُهُ التعريف في صورة مجملة سريعة، علمية منظمة بالفقه الإسلامي، والمسلم المعاصر، وبالأخص في البلاد التي تعرف اللغة العربية، في حاجة ماسة إلى مثل هذا القاموس.

[4] وأن يصدر «مجلة» تتبع بحوث الاسْتِشْرَاقِ التي يوردها الغرب الصليبي للشرق الإسلامي في الوقت الحاضر، سواء في كتبه عن التراث الإسلامي أو في بحوث مجلاته العديدة التي تعنى بهذا التراث، وبوضعية المسلمين وتوجيههم. وحركة الغرب في توريده لهذه البحوث حركة ضخمة وسريعة، كما يُرَى من الدوريات التي تنشرها الجمعيات الاسْتِشْرَاقَية في مختلف بقاع العالم بلغات مختلفة، ومن الكتب التي تصدرها دور الطباعة الكبيرة في عواصم أمريكا الشمالية وإنجلترا وفرنسا، والبيان المرافق في هذا البحث يعطي صورة تقريبية ولكنها صورة مزعجة للموجهين في العالم الإسلامي.

وإذا ابتدأ المؤتمر الإسلامي بالقاهرة في مواجهة «الاسْتِشْرَاقِ» مواجهة سافرة - وليس هناك حتى اليوم أية مؤسسة إسلامية في العالم الإسلامي تقوم بهذا الدور - لأكثر من سبب فستظهر له سبل أخرى يرى لزامًا عليه أن يسلكها كي يصل إلى هدفه وهو:

إعادة تقييم القيم الإسلامية في نفوس المسلمين، وفي نفوس الرأي العام العربي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015