أحد ممن يهتمون باللغة اهتماما جادا، وربما كانت أكثر هذه الحقائق أهمية أن تكرار ما يمكن أن يسمع على أنه قول واحد يكون بمثابة تطابق توافقي وليس تطابقا فيزيائيا "أي: تجريبيا" فالتطابق الصوتي "بخلاف التطابق الفونولوجي كما سنرى في القسم التالي" نموذج نظري، وفي الممارسة العملية لا يمكن لأصوات الكلام التي تصدرها الكائنات الإنسانية- حتى أولئك الذين تلقوا تدريبا صوتيا عاليا- إلا أن تقترب من هذا النموذج بدرجة أو بأخرى، فالتشابه الصوتي وليس التطابق الصوتي هو المعيار الذي نمارس به عملنا في التحليل الفونولوجي للغات، والتشابه الصوتي متعدد الأبعاد من وجهات النظر النطقية، والتجريبية، والسمعية، ولنأخذ ثلاثة أصوات كلامية z وy وx فربما كانت x أكثر شبها، y من z في بعد معين لكنها أكثر شبها بـ z في بعد آخر.

وقد أكد علم الأصوات التجريبي الحقيقة التي أسسها علم الأصوات النطقي التي تذهب إلى أن الجمل المنطوقة التي تعد إشارات فيزيائية تنتقل عبر الهواء ليست تتابعات صوتية منفصلة، ويصدر الكلام بإصدار الأصوات سلاسل متصلة، ولا توجد فجوات بين الأصوات التي تتكون منها الكلمات المنطوقة كما لا توجد وقفات بين الكلمات أيضا "فيما عدا تلك الأحوال التي يتلعثم فيها المتكلم بشكل مؤقت أو عندما يتبنى أسلوبا خاصا في الإلقاء للإملاء أو لأي غرض آخر"، وينقسم الكلام المتواصل إلى تتابعات من الأصوات الكلامية من خلال الانتقال المميز الظاهر للعيان بدرجة أو بأخرى بين حالة إشارية ثابتة نسبيا وحالة أخرى سابقة أو لاحقة ثابتة نسبيا كذلك، وهذه النقطة سنضرب لها أمثلة فيما يلي من وجهة نظر نطقية، ومن الأهمية أن نذكر -مع ذلك- أن التجزئة على أساس المعيار التجريبي البحت تعطي دائما نتائج مختلفة تماما عن التجزئة التي تنفذ على أساس المعيار النطقي البحت أو المعيار السمعي البحت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015