فالفونولوجيا كما رأينا جانب من دراسة النظم اللغوية ووصفها، يختلف عن النحو ويختلف أيضا عن الدلالة، وتعتمد الفونولوجيا على نتائج علم الأصوات "على الرغم من اختلافها تبعا للنظريات المختلفة في الفونولوجيا" لكنها بخلاف علم الأصوات لا تتناول الوسيلة الصوتية في حد ذاتها, وتعالج الأقسام الثلاثة الأولى من هذا الفصل -بشكل مبسط قدر الإمكان- التصورات والتصنيفات الأساسية في علم الأصوات وذلك لأهميتها في فهم نقاط أثيرت في مكان آخر من هذا الكتاب، وتعالج أيضا مجموعة العلامات أو الرموز التي تستخدم عند تناولها، ولا يقصد بهذه الأقسام أن تكون مدخلا مرضيا لما أصبح في السنوات الأخيرة فرعا متخصصا رحب الأفق إلى حد بعيد من فروع علم اللغة.

ويمكن دراسة الوسيلة الصوتية من وجهات نظر ثلاث على الأقل: النطق، والتجريب، والسمع، فعلم الأصوات النطقي يبحث أصوات الكلام ويصنفها من جهة طريقة إنتاج أعضاء النطق لها، ويبحثها ويصنفها علم الأصوات التجريبي1 من جهة الخصائص الفيزيائية للموجات الصوتية التي يحدثها نشاط أعضاء النطق، وتنتقل عبر الهواء من المتكلم إلى المستمع، ويبحثها ويصنفها علم الأصوات السمعي من جهة الطريقة التي تستقبل بها أصوات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015