توهّمت فيه قطعة من جهنم ... ولكنّها من غير مس عقاب

يثير ضبابا للبخار محلّلا ... بدور زجاج في شموس قباب

باب ذم الحمام

قال بعض السلف: بئس البيت الحمّام يكشف عن العورة، ويذهب بالحياء. وفي الخبر: «إن الحمام من بيوت الشياطين» «1» .

ولما مدح الرقاشي الحمام بما تقدم، قيل له ذمه، فقال: بئس البيت بيت الحمام، يهتك الأستار، ويذهب الوقار، ويؤلف إلى الأطياب الأقذار. ومن أبلغ ما قيل في ذمه قول ابن المعتز:

حمّامنا كالعجوز ... يشقى به الوارد

بيت له منتن ... بيت له بارد

وقوله:

ما نلت بالحمّام حرا ولا ... يصلح فيه غير تبريد ماء

وجدت بالصيف به رعدة ... فكيف أرجو عرقا في الشتاء

ولبعضهم:

وحمام دخلناه لأمر ... حكى سقرا وفيه المجرمونا

فيصطرخوا يقولوا أخرجونا ... فإن عدنا فإنّا ظالمونا

وللصنوبري:

حمّامنا ليس فيه ماء ... وبرده ما له انقضاء

ما ينفع القطن فيه شيئا ... ولا اللّبابيد والفراء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015