العقول، وتطيح عليه النفوس.

ويقال: فراق الحبيب يشيب الوليد، ويذيب الحديد.

ويقال: هول السياق أهون من الفراق.

وقال النظّام: لو كانت للفراق صورة لراعت القلوب وهدت الجبال، ولجمر الغضى أهون توهجا من ناره، ولو عذب الله أهل النار بالفراق لاستراحوا إلى ما قبله من العذاب. وقال الشاعر:

لو أن مالكا عالم بجوى الهوى ... وفعاله بأضالع العشاق

ما عذّب الكفار إلا بالهوى ... وإذا استغاثوا غاثهم بفراق

وقال آخر «1» :

لو دار مرتاد المنية لم يجد ... غير الفراق إلى النفوس دليلا

إني نظرت إلى الفراق فلم أجد ... للموت لو فقد الفراق سبيلا

فأخذه أبو الطيب المتنبي فقال:

لولا مفارقة الأحباب ما وجدت ... لها المنايا إلى أرواحنا سبلا «2»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015