وقوله:

فليت هوى الأحبة كان عدلًا ... فحمل كل قلبٍ ما أطاقا

ذكر أن الحب جائر, وتمنى أن يكون عادلًا في الحكم, فيحمل كل محب على حسب طاقته. وأصل العدل أنه مصدر عدل عدلًا, ثم وصف الواحد والاثنان والجميع, وكان ذلك أكثر اللغتين, قال زهير: [الطويل]

متى يشتجر قوم يقل سرواتهم ... هم بيننا فهم رضًى وهم عدل

وهذا يحمل على حذف مضافٍ كأنه قال: فهم ذوو عدل. وكذلك المصادر التي ينعت بها. وربما قالوا: قوم عدول, قال الشاعر: [الطويل]

طمعت بليلى أن تريع وإنما ... تقطع أعناق الرجال المطامع

وبايعت ليلى في الخلاء ولم يكن ... شهود على ليلى عدول مقانع

ومن هذا الباب قولهم: رجل ضيف, وكذلك يقال للجميع. وفي الكتاب العزيز: {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين} فجاء بالضيف موحدًا, ثم جاء بالنعت على الجمع, والقياس يوجب أن يقال: امرأة ضيف؛ إلا أن الشاعر قال: [الطويل]

لقى حملته أمه وهي ضيفة ... فجاءت بيتنٍ للضيافة أرشما

اليتن: الذي يولد فتخرج رجلاه قبل رأسه. والأرشم: الذي يتشمم الطعام فيتبعه. وأصل قولهم للجماعة: ضيف أنه مصدر ضاف يضيف ضيفًا إذا مال, ثم نقل من المصدر إلى النعت.

وقوله:

نظرت إليهم والعين شكرى ... فصارت كلها للدمع ماقا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015