يعني السيف.

وقال أبو دوادٍ الإيادي وذكر الفرس: [الطويل]

كأني إذا عاليت جوزة ظهره ... أعلق بزي عند بيض الأنوق

فأما قول أبي خراش: [الوافر]

كأني إذا غدوا ضمنت بزي ... من العقبان خايتةً طلوبا

فيجوز أن يعني ببزه ما عليه من ثوبٍ, وما معه من سلاحٍ, ولم يستعلموا البزاز في الشعر القديم, ولا ريب أنه من الأسماء العربية. يقول: هذا الممدوح إذا مدحه الشاعر فكأنه وضع الثوب في يدي بزازٍ, يصف أنه عالم بالشعر كعلم البزاز بالثياب.

وقوله:

ولنا القول وهو أدري بفحوا ... هـ وأهدى فيه إلى الإعجاز

فحوى الكلام: معناه, حكي بالقصر والمد. وأهدى هاهنا: يجوز أن يكون مأخوذًا من فعلٍ غير متعد, كقولهم: فلان هادٍ لكذا؛ أي: يهتدي إليه, ولا يمتنع أن يكون مأخوذًا من فعل متعد, فهذا أشد مبالغةً في وصف الممدوح؛ لأنه في المعنى الأول يجعله مهتديًا إلى المعاني الدقيقة, وفي المعنى الثاني يكون حائزًا لفضيلة الاهتداء, ثم هو هادٍ غيره إلى المقال فله فضيلة عظيمة في هدي سواه.

وقوله:

ومن الناس من تجوز عليه ... شعراء كأنها الخازباز

نون شعراء, وذلك جائز بلا اختلافٍ, إلا أن صرف ما كانت فيه ألفا التأنيث يقل في شعر العرب, وإنما يصرفون كثيرًا ما لم تكن فيه ألف التأنيث, كمساجد, وزينب, ونحو ذلك. والخازباز هاهنا: الذباب ويقال لصوته: خازباز أيضًا. قال ابن أحمر: [الوافر]

تفقأ فوقه القلع السواري ... وجن الخازباز به جنونا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015