وقد حفّ الشّجر الدوّاح بتلك البطاح، فمن شوعٍ ودرماء وخلافٍ وطحماء وريحانٍ نضر، وعيدانةٍ مرجحنة، من سدر وقد تلاحقت غصونها، وتعرّشت خيطانها وفنونها، وخضب بينها العرفج، وأزهر الياسمين والبنفسج فكأن تحت كلّ عرشٍ إيواناً، وفوق كلّ فرشٍ ديواناً، وفي كلّ تربٍ جونة عطار أو مسكٍ بين أفهار وقد علّقت الطّير بهذا الشّجر، كأنّها ثمر، فمن فواخت وقطامي وحباراً وقماري.

وكأنّ كلّ ورقاءٍ على عود، حسناء في يدها عود، ترجع من كتاب الأغاني ضروب الخفيف الأوّل والثّقيل الثّاني، وتفوق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015