الأَحْدَاثُ مِنْ نُزُولِ الوَحْي إِلَى الهِجْرَةِ

نُزُولُ الْوَحْي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-

وَلَمَّا تَكَامَلَ لِلنَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَرْبَعُونَ سَنَةً، وَخَرَجَ إِلَى حِرَاءٍ، كَمَا كَانَ يَخْرُجُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، أَتَاهُ جِبْرِيلُ عليهِ السَّلامُ، بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَبَعَثَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَكَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا.

رَوَى الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لِأَرْبَعِينَ سَنَةً، فَمَكَثَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً يُوحَى إِلَيْهِ، ثُمَّ أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ، فَهَاجَرَ عَشْرَ سِنِينَ، وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ (?).

قَالَ الْإِمَامُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- بُعِثَ عَلَى رَأْسِ الْأَرْبَعِينَ سَنَةً، هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ الَّذِي أَطْبَقَ عَلَيْهِ الْعُلَمَاءُ (?).

وَقَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: فَلَمَّا كَمُلَ لَهُ أَرْبَعُونَ، أَشْرَقَ عَلَيْهِ نُورُ النُّبُوَّةِ، وَأَكْرَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِرِسَالَتِهِ، وَبَعَثَهُ إِلَى خِلْقِهِ، وَاخْتَصَّهُ بِكَرَامَتِهِ، وَجَعَلَهُ أَمِينَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِبَادِهِ (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015