. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ} أي لا ينقطعون عنها اه نووي، قال القرطبي: قوله: (لا يزال يستجاب للعبد) .. إلخ والمراد بالعبد: العبد الصالح لقبول دعائه فإن إجابة الدعاء لا بد لها من شروط في الداعي وفي الدعاء وفي الشيء المدعو به فمن شرط الداعي أن يكون عالمًا بأنه لا قادر على حاجته إلَّا الله تعالى وأن الوسائط في قبضته ومسخرة بتسخيره وأن يدعو بنية صادقة وحضور قلب وأن يكون متجنبًا عن أكل الحرام وأن لا يمل من الدعاء فيتركه ويقول: قد دعوت فلم يستجب لي كمال قال في الحديث ومن شروط المدعو به أن يكون من الأمور الجائزة الطلب والفعل شرعًا كما قال في الحديث: "ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم" فيدخل في الإثم كل ما يأثم به من الذنوب ويدخل في قطيعة الرَّحم جميع حقوق المسلمين ومظالمهم كما مر اه من المفهم.

وهذه الرواية انفرد بها الإِمام مسلم رحمه الله تعالى.

وداع الحديث على أدب عظيم من آداب الدعاء وهو أنَّه يلازم الطلب ولا ييئس من الإجابة لما في ذلك من الانقياد والاستسلام وإظهار الافتقار حتَّى قال بعض السلف: ولأنَا أشد خشية أن أحرم الدعاء من أن أحرم الإجابة وكأنه أشار إلى حديث ابن عمر رفعه "من فتح له منكم باب الدعاء فُتحت له أبواب الرحمة" الحديث أخرجه التِّرْمِذِيّ بسند لين وصححه الحاكم فوهم اه فتح الباري [11/ 141] ومن جملة آداب الدعاء تحري الأوقات الفاضلة كالصلاة والسجود وعند الأذان، ومنها تقديم الوضوء والصلاة واستقبال القبلة ورفع اليدين وتقديم التوبة والاعتراف بالذنب والإخلاص وافتتاحه بالحمد والثناء على الله والصلاة والسلام على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم والتوسل بالأسماء الحسنى والله سبحانه وتعالى أعلم.

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب من الأحاديث تسعة: الأول: حديث جويرية ذكره للاستدلال به على الجزء الأول من الترجمة وذكر فيه متابعة واحدة، والثاني: حديث علي ذكره للاستدلال به على التسبيح عند النَّوم الذي هو الجزء الأول من الترجمة وذكر فيه متابعتين، والثالث: حديث أبي هريرة ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة، والرابع: حديث أبي هريرة الثاني ذكره للاستدلال به على الجزء الثاني من الترجمة، والخامس: حديث ابن عباس ذكره للاستدلال به على الجزء الثالث من الترجمة وذكر فيه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015