خاتمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله واهب الإيمان، المتفضل بالإحسان، والصلاة والسلام على رسوله ونبيه «محمد» الذي بعثه رحمة للعالمين، وأرسله بشيرًا للمؤمنين، ونذيرًا للكافرين، وخصه ببدائع الحكم، وجوامع الكلم، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه البررة الصادقين، وعلى من سار سيرهم، وانتهج طريقهم إلى يوم الدين.

وبعد فقد تم بعون الله تعالى، وجميل توفيقه طبع صحيح أبي عبد الله البخاري، بشرح إمامة الأمة وشيخ الأئمة: شمس الدين محمد بن يوسف بن علي بن محمد بن سعيد «الكرماني» وهو من أجل الشروح المعتمدة، بل يعتبر أصلا لجميعها، وليس منهم إلا من ينقل عنه ويعتمد عليه.

وقد ظل هذا السفر مخزونا في دور الكتب حقبة من الزمن، حتى أذن الله تعالى بظهوره واجتلاء نوره، وها هو ذا كالعروس المجلية، يزينه جمال الطبع، وجودة الورق، ودقة التصحيح، وقد أضحى كقول القائل:

تزين معانيه ألفاظه ... وألفاظه زائنات المعاني

ولقد كانت سائر نسخه الموجودة بدار الكتب الملكية، ومكتبة الأتراك بالأزهر الشريف عظيمة الأخطاء، كثيرة التصحيف، لعبت بها أيدي البلي، وجمعت مع رداءة الخط: سوء النقل، وقلة العناية بالضبط مما اضطرنا للتوقف في مواطن كثيرة، وكلفنا مجهودًا ليس بالقليل.

على أن ذلك لم يحل دون قيامنا بما فرض علينا - خصوصًا في مثل هذا الكتاب - من الدقة المتناهية، والعناية الكبرى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015