أحدها: أن يقع بقرب الألف كسرة ككسرة عين عماد ولام عالم يستوي في ذلك التأخر والتقدّم، وإنّما تؤثّر الكسرة قبل الألف إذا تقدمته، إمّا بحرف ككسرة عين عماد، أو بحرفين أولهما ساكن ككسرة شين شملال، فإن تقدمت الكسرة الألف إما بحرفين متحركين نحو قولك: أكلت عنبا أو بثلاثة أحرف نحو: فتلت قنّبا لم تمنع الإمالة، وأمّا قولهم: يريد أن ينزعها ويضربها وهؤلاء عندها، وله درهمان بإمالة الألف لكسرة الزاي في ينزعها وراء يضربها وعين عندها، ودال درهمان، فشاذ، والذي سوغه أنّ الهاء خفية فهي كالمعدومة فلم تعدّ حاجزا (?).

واعلم أنّ الألف تمال مع الفتحة في نحو: يريد أن يضربها، ولا تمال مع الضمة في قولك: هو يضربها، لأنّ الضمة من الواو، والواو الساكنة لا إمالة معها، والفتحة أقرب إلى الكسرة من الواو، فلذلك أميلت مع الفتحة ولم تمل مع الضمة.

ثانيها: أن تقع بقرب الألف ياء وتقدمت الياء نحو: سيال وشيبان (?) وأميلت فيهما الألف من أجل الياء، لأنّ الألف تطلب فتح الفم والياء تطلب خلاف ذلك، فأميلت الألف ليجري اللسان على/ طريقة واحدة والسيال: ضرب من الشجر (?).

ثالثها: أن تكون الألف منقلبة عن واو مكسورة نحو ألف: خاف فإنّها ممالة واختلف في سبب (?) إمالتها، والأولى أن يقال: إنّها للكسرة التي كانت في عين الفعل إذا أصل خاف خوف (?).

رابعها: أن تكون الألف منقلبة عن ياء نحو: ألف هاب لأنّه من الهيبة وألف ناب لأن جمعه أنياب، فالإمالة هنا لتدلّ على أنّ أصل الألف الياء وليست للمشاكلة كما تقدّم إذ لا ياء ها هنا في اللفظ ولا كسرة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015