الكليات (صفحة 566)

وَإِمَّا ضلال فِي الْعُلُوم العملية كمعرفة الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة الَّتِي هِيَ الْعِبَادَات (وَالْأُصُول

وَأما الإضلال فَهُوَ على ضَرْبَيْنِ أَيْضا:

أَحدهمَا أَن يكون) شبه الضلال وَذَلِكَ على وَجْهَيْن، إِمَّا أَن يضل عَنْك الشَّيْء، وَإِمَّا أَن تحكم بضلاله

فالضلال فِي هذَيْن سَبَب الإضلال

وَالثَّانِي (أَن يكون الإضلال سَببا للضلال وَهُوَ) أَن يزين للْإنْسَان الْبَاطِل ليضل

قَالَ الله تَعَالَى عَن الشَّيْطَان: {ولأضلنهم ولأمنينهم}

وإضلال الله تَعَالَى على وَجْهَيْن:

أَحدهمَا أَن يكون سَببه الضلال، وَهُوَ أَن يضل الْإِنْسَان فَيحكم الله بذلك فِي الدُّنْيَا، ويعدل بِهِ عَن طَرِيق الْجنَّة إِلَى النَّار فِي الْآخِرَة

فَالْحكم على الضلال بضلاله والعدول بِهِ عَن طَرِيق الْجنَّة هُوَ الْعدْل

وَالثَّانِي أَن الله تَعَالَى وضع جبلة الْإِنْسَان على هَيئته إِذا رَاعى طَرِيقا (مَحْمُودًا كَانَ أَو مذموما) أَلفه واستطابه وَلَزِمَه وتعسر عَلَيْهِ صرفه وانصرافه عَنهُ وَيصير ذَلِك كالطبع

وَهَذِه الْقُوَّة فِي الْإِنْسَان فعل إلهي، وَقد نفى الله عَن نَفسه إضلال الْمُؤمن حَيْثُ قَالَ: {وَمَا كَانَ الله ليضل قوما بعد إِذْ هدَاهُم}

وَنسب الإضلال إِلَى نَفسه للْكَافِرِ وَالْفَاسِق حَيْثُ قَالَ: {وَالَّذين كفرُوا فتعسا لَهُم وأضل أَعْمَالهم وَمَا يضل بِهِ إِلَّا الْفَاسِقين} {كَذَلِك يضل الله الْكَافرين} ، {ويضل الله الظَّالِمين}

وعَلى هَذَا الْوَجْه تقليب أفئدتهم وأبصارهم والختم على قُلُوبهم وعَلى سمعهم وَالزِّيَادَة فِي مرض قُلُوبهم [كل ذَلِك للْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ]

والضلالة: لَا تطلق إِلَّا على الفعلة مِنْهُ، والضلال يصلح للقليل وَالْكثير

والضلال فِي الْقُرْآن يَجِيء لمعان: الغي وَالْفساد: {ولأضلنهم}

وَالْخَطَأ: {إِن أَبَانَا لفي ضلال}

والخسار: {وَمَا كيد الْكَافرين إِلَّا فِي ضلال}

والزلل: {لهمت طَائِفَة مِنْهُم أَن يضلوك}

والبطلان: {وأضل أَعْمَالهم}

والجهالة: {وَأَنا من الضَّالّين}

وَالنِّسْيَان: {أَن تضل إِحْدَاهمَا}

والتلاشي {أئذا ضللنا فِي الأَرْض}

الضياء: هُوَ جمع (ضوء) كسوط وسياط وحوض وحياض، أَو مصدر (ضاء) ضِيَاء كقام قيَاما، وَصَامَ صياما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015